سبقت الإشارة إلى أن السيد ثويني كان يضطلع بحكم مسقط نيابة عن والده، وقد ساعده ذلك كثيرا على معرفة الظروف التي سيواجهها في إدارة شؤون البلاد، وعلى معرفة طرق تثبيت دعائم حكمه، فكيف سعى السيد ثويني لتحقيق ذلك؟ وما هي العوامل التي ساعدته؟ وإلى أي حد نجح؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذا المطلب، ومن خلال العناوين التالية :
أ. سعيه في تثبيت دعائم الحكم.
ب. دوره في صد الحملة الوهابية.
ج. وفاته.
أ- سعيه في تثبيت دعائم الحكم:
فمنذ أن تولى السلطان ثويني بن سعيد حكم عمان بعد وفاة أبيه واجهت حكومته وضعا سياسيا داخليا مضطربا، وكانت البلاد عرضة لتهديدات كثيرة، إلا أنه قد اتخذ عدة محاولات لتثبيت حكمه فعين عددا من أفراد أسرته ولاة على المناطق ومسؤولين في حكومته، وذلك لشغلهم وتفريقهم خوفا من أن ينقلبوا عليه (¬1) ، كما أنه تصالح مع الحركة الوهابية التي كانت تهدد استقلال البلاد، وذلك بموافقته على أن تبقى البريمي في قبضة الحامية الوهابية، وعلى أن يدفع لهم مبلغا سنويا مقداره(5) آلاف ريال، بالإضافة إلى ألفي ريال لابن مطلق المطيري وهو قائد الحملة الوهابية آنذاك (¬2) ، وفي مقابل ذلك يترك الوهابيون لثويني حكم عمان، وأن يساعدوه على السيطرة للمواقع المهمة لتثبيت دعائم الحكم، وفعلا شكل السلطان ثويني قوة عسكرية تتألف من عدد من السفن وبعض التحصينات، وجيش قوامه (600) جندي نصفهم من أهل نجد (¬3) .
¬__________
(¬1) السالمي، (تحفة الأعيان)، ج2 ص 230. ولاندن (عمان منذ 1856)، ص 251.
(¬2) عبد العزيز عبد الغني ابراهيم، (صراع الأمراء)، ص 192.
(¬3) لاندن، (عمان منذ 1856)، ص 251.
পৃষ্ঠা ১৬