أ- أسباب التمزق.
ب- من نتائج هذا التمزق على عمان.
أ- أسباب التمزق:
وأسباب هذا التمزق للبناء السياسي الذي كان يستند عليه الحكم في عمان من قبل تعزى إلى ما حققته الثورة الصناعية في أوروبا سنة 1860م وعدم استفادة عمان منها، وما نتج عن ذلك من تقدم وسائل المواصلات، حيث ظهرت السفن البخارية ووصولها إلى المنطقة العربية في الوقت الذي كانت الدولة العمانية تعتمد على وسائط الملاحة القديمة والتي قد استنفدت أغراضها مما أدى إلى تدهور النشاط التجاري والملاحي للمنطقة، وتقويض الأسس الاقتصادية التي كان يعتمد عليها الجهاز الإداري للدولة وبالمقابل فقد تضاعفت محاولات التدخل وبسط النفوذ الخارجي على عمان لا سيما من البريطانيين والفرنسيين (¬1) . وأهم من ذلك أن هذه الدولة لم تبن على أساس استراتيجي صحيح يتناسب مع عدد الشعب العماني وإمكاناته، وإنما قامت في حقيقتها انعكاسا لموهبة قادتها من أمثال السيد سعيد بن سلطان (¬2) .
وكان سعيد يستعين ببعض أبنائه نوابا عنه، فثويني مثلا كان ينوب عنه في حكم مسقط ، بينما كان ماجد ينوب عن والده في حكم زنجبار، وتركي في حكم صحار (¬3) ، وما إن توفي السيد سعيد ودفن بزنجبار حتى أخذ أولاده وأحفاده يتنافسون من أجل الحكم فبدأ تقسيم الدولة حيث صار ملك أفريقيا لماجد، أما مسقط وأكثر مناطق عمان فكان ملكها إلى ثويني (¬4) .
¬__________
(¬1) لاندن (عمان منذ 1856)، ص 245-246. وسمير محمد علي (العلاقات العمانية البريطانية) ص 63.
(¬2) لاندن، (عمان منذ 1856)، ص 245.
(¬3) السالمي، (تحفة الأعيان)، ج2 ص228. وصحار تقع على ساحل خليج عمان تبعد عن مسقط (200كم)، من ناحية الغرب.
(¬4) المرجع السابق، ج2 ص229.
পৃষ্ঠা ১৩