فأول ما صنف البخاري فيما بلغنا من ((صحيحه)) الأبواب، ثم سندها بعد بالأحاديث وبقي في تهذيبه وتحريره، ست عشرة سنة وانتقاه من زهاء ستمائة ألف حديث.
خرج الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد البخاري غنجار في ((تاريخه)) عن إبراهيم بن معقل، سمعت محمد بن إسماعيل البخاري -رحمه الله- يقول:
((خرجت كتاب الجامع في بضع عشرة سنة وجعلته فيما بيني وبين الله حجة)).
وخرج الحافظ أبو بكر الخطيب في ((تاريخه)) من طريق أبي الهيثم الكشميهني سمعت محمد بن يوسف الفربري يقول: قال لي محمد بن إسماعيل البخاري:
((ما وضعت في كتاب الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين)).
وجميع ما فيه من الأحاديث بإسقاط المكرر أربعة آلاف حديث على ما قيل، وبالمكرر سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون حديثا، على ما عده أبو محمد عبد الله بن أحمد الحموي مفصلا على الأبواب، وهكذا عده مجملا بفربر الحسين بن محمد الجوزجاني، وبهذا العدد جزم ابن الصلاح.
قال أبو الفضل ابن العراقي:
((وهو مسلم -أي هذا العدد- في رواية الفربري، وأما رواية حماد بن شاكر فهي دونها بمائتي حديث ودون هذه بمائة حديث رواية إبراهيم بن معقل)) انتهى.
পৃষ্ঠা ৩৪৪