وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي من اقتفى سنته لقي النجاح، ومن اقتدى طريقته وجد الفلاح، صلى الله عليه أرفع الصلوات وأزكاها، وأطيبها وأكثرها وأنماها، وجزاه عنا أفضل الجزاء والسلام عليه ورحمة الله وبركاته وعلى آله وصحبه أئمة الدين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد.
فقد قال الله عز وجل: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتب والحكمة}.
ذكر علماء التفسير وغيرهم أن الحكمة هنا هي السنن المروية عن سيد الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم -.
قال الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد بن معاوية الخزاعي المروزي: حدثني محمد بن كثير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {الكتاب والحكمة} قال: الكتاب والسنة .
وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي -رضي الله عنه- فيما بلغنا عنه في تفسير هذه الآية الشريفة قال:
((فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)).
وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن قتادة في قوله تعالى: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة}.
قال: القرآن والسنة.
পৃষ্ঠা ৩১৮