العايب السادس عشو
في معرفة الصوم
الصوم فى اللغة الصمت، ودليله من كتاب الله تعالى ذكره قوله في قصة مريم: فاما ترين من البشر أحدا فقولى إنتى نذرت للرحمن صوما فلن أكلم آليوم إنسيا. ولا يخلو ندرها عن صوم الكلام مع قومها عند رؤية أحد البشر من أن يكون ذلك شيئا حادثا، وجب عليها بحدوثه الصوم، وهو الصمت، وكانت قبل ذلك مفطرة، يعنى متكلمة، أو شيئا أوجب لها جلالة ومتبة عن الكلام مع من كانت تكلمهم. وعلى أي وجه كان ذلك فإن الصمت قد لزمها. والتأويل الذي يحققه ويوضح عن متشابهات هذه القصة هو أن مريم كانت [239] مربية المسيح صلى الله عليه بعد غيبة حمر: زكريا عليه السلام عن العالم بتأييد الله عز وجل إياها وتوفيقها وإلهامها للقيام بتربيته. وكانت ترتاع من ذلك خشية أن يكون ذلك غير جائز لها مع فقد المتم وغيبته عن العالم.
পৃষ্ঠা ২৫৪