ইফসাহ
الإفصاح عن معاني الصحاح
তদারক
فؤاد عبد المنعم أحمد
প্রকাশক
دار الوطن
জনগুলি
تعالى لرسوله: ﴿إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين * بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين * وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله﴾، وهذا كله بصريح نطقه يدل على أنه كان نزوله قبل وقعة بدر، فكيف يظن برسول الله ﷺ أنه يرتاب أو يشك فيما وعده الله به من النصر يوم بدر بعد نزول هذه الآية، وقد بعث معه نجدة هي خمسة آلاف ملك، وواحد منهم بأمر الله يكفي جيوش الأرض كلها، فلم يدع رسول الله ﷺ بما دعا إلا وهو على يقين من أنه هو المنصور في ذلك اليوم؛ وإنما كان دعاؤه ﵊ لفائدة سنذكرها فيما بعد إن شاء الله تعالى. [أي فيما يلي أدناه بهذه الصفحة].
وأما حكمة الله ﷿ في عدد الملائكة؛ مع كونه سبحانه قد كان قادرًا على أن يهزم المشركين بكلمته التامة، وهي قوله: (كن)، لكن في ذلك من الحكمة إشهاد رسول الله ﷺ على نفسه، وتوكيده الحجة على قوله إن معه خمسة آلاف ملك حتى رهن في النفوس وأثبت في القلوب كلها أنه إن غلب- ومعاذ الله- في هذه المرة فليس بنبي ولا يكون له بعد ذلك كلمة أبدًا، وذلك كله من قبل الوقعة.
* وفيه منه على الملائكة بتشريفهم بالجهاد يوم بدر.
* وأما ما دعا به رسول الله ﷺ من قوله: (أنجز لي ما وعدتني) ففي الحديث أنه كان يهتف (٦٥/ ب) بربه، ومعنى يهتف: يدعو دعاء رافعًا به صوته؛ وذلك أنه ﷺ أراد أن يجدد ذكر أن وعده الله بحيث يسمع المسلمين فيكونون شهودًا له؛ بأنه قال لله ﷿: (أنجز لي ما وعدتني)؛ فيكون تصديقًا لما أخبرهم به من وعد الله ﷿ بالنصر، حتى إذا نصره الله ﷿ ثبت عنده الكل أنه هو الذي وعده أولا، وهو الذي أنجز له الموعد الأول ثانيًا، فيكون على شبيه
1 / 205