* وفيه أيضًا أن قول الله تعالى: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم﴾ دليل على أن الدين أكمله الله في زمان محمد ﷺ، فهو غير محتاج إلى أن يتم أو يحدث فيه شيء لم يكن، أو يذكر فيه شيء لم يعرف؛ ﴿وأتممت عليكم نعمتي﴾ وهذا يستدل منه أن إتمام النعمة إنما تستتب بدخول الجنة إن شاء الله لأنه لم يقل: اليوم أنعمت عليكم، فكان يكون توقع لتمام فيما بعد؛ ولكن إنما قال: (أتممت)، فدل بهذا القول على أنه قد كانت نعمة موجودة فأتمها التمام الذي لا يحتمل أن يزاد فوقه شيء آخر، وهذا لا يتم إلا بدخول الجنة، فإنها لبشرى عظيمة، وهذا اليهود وإن كان عدوًا فلقد نبه على كنز عظيم إلا أنه من حسده عليه انتبه له (٤٣/ ب). وقوله سبحانه: ﴿ورضيت لكم الإسلام دينًا﴾ فإن الرضا بمنزلة فوق الاختيار، وهذا موسى ﵇ يقول له الله ﷿: ﴿وما أعجلك عن قومك يا موسى﴾ فقال: ﴿وعجلت إليك رب لترضى﴾ وهذه الآية فسرت في أول قدم من رضى الله ﷿ بما تعجل موسى لأجله. ومن شرف هذه الآية خصت بأن نزلت في يوم جمعة ونزلت بعرفات، وذلك اليوم يوم الجمعة وهو يوم عرفة.
- ٤١ -
الحديث الثالث والعشرون:
[من رواية أبي عبيد سعد بن عبيد عن عمر وعلي مسندًا، أو عن عثمان موقوفًا: (أنه شهد العيد مع عمر بن الخطاب، فصلى قبل الخطبة، ثم خطب الناس، فقال: يأيها الناس، إن رسول الله ﷺ نهاكم عن صيام هذين العيدين.
وقال بعضهم: اليومين، الفطر والأضحى. أما أحدهما: فيوم فطركم