আফ্রিকা: মহাদেশের উপাদানগুলির একটি অধ্যয়ন
أفريقيا: دراسة لمقومات القارة
জনগুলি
ونظرا لأن النيل هو شريان الحياة في قسمه المصري، ولظروف الخصب المتكررة كل سنة مع الفيضان، فلقد أصبح وادي النيل المصري ودلتاه منطقة سكن كثيف منذ أن عرف الإنسان الزراعة، وبما أن الزراعة قد أصبحت عماد الحياة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ وخلال العصور التاريخية حتى اليوم، فلقد دخلت مصر حلقة تكاد أن تكون مفرغة؛ فهي تحتاج إلى ضبط مياه النيل لتأمين الزراعة من ناحية، وللتوسع الزراعي من ناحية أخرى، لمجابهة متطلبات الحاجة المتزايدة للسكان، وكلما زاد الرخاء زاد عدد السكان. ونحن لا نعرف بالضبط الطريقة التي كان المصريون في عصورهم السالفة يحلون بها مشكلة زيادة السكان عن الإنتاج، ولكن لا جدال في أن الهجرة - وخاصة تجاه الجنوب - كانت إحدى هذه الحلول الناجحة، وشواهد الهجرة ماثلة في التأثيرات الحضارية الفرعونية وغير الفرعونية في مساحة كبيرة من أفريقيا - خاصة إقليم السفانا. ولا شك أن هذه الهجرة كانت تأخذ أشكالا مختلفة، منها الهجرات الفردية وشبه الفردية المستمرة في أي وقت، ومنها الهجرات الجماعية التي كانت تحدث وقت الأزمات الاقتصادية أو السياسية أو الدينية. وفي الوقت الحاضر نجد أن أحد حلول مشكلة السكان في مصر يتمثل في الاتجاه إلى التصنيع.
ومع ذلك فإن النيل كان وسيظل محور الحياة في هذا الجزء من حوض النيل، ولذلك أنشئت المشروعات الهندسية العديدة لضبط مياه النيل وتخزينه، مشروعات تمتد من عهد بعيد - ربما من مجهودات الأسرة 12 - للاستفادة من منخفض الفيوم كخزان لمياه النيل الفائضة، إلى فكرة استخدام وادي الريان الملاصق للفيوم كخزان لمياه الفيضان، وهي فكرة معاصرة، ومشروعات تمتد من بناء السدود في العهد الفرعوني في النيل النوبي - موضوع وجود خط منسوب مياه عال على صخور الجندل الثاني لم يجد لها الباحثون حلا منطقيا، سوى أن الفراعنة كانوا قد أنشئوا سدا في منطقة سمنة وقمة - إلى السدود الحالية على النيل في أسوان والسد العالي وسنار وجبل الأولياء وأون، ومشروعات سدود مقترحة في مناطق أخرى من أهمها سد بحيرة تانا وسد بحيرة ألبرت.
وإلى جانب أهمية النيل الاقتصادية، فإنه كان وما زال طريقا ملاحيا ممتازا في أفريقيا يتوغل فيها من البحر المتوسط إلى حافة هضبة البحيرات عند جوبا (درجة عرض 5 شمالا) باستثناء منطقة الجنادل النوبية، ومعنى ذلك أن هناك طريقا ملاحيا ممتازا لمسافة ألف كيلومتر من المصب حتى الجندل الثاني، وحوالي ألف وخمسمائة كيلومتر أو أكثر من الخرطوم إلى جوبا.
وإذا كان النيل بهذه الأهمية الحيوية، فليس بمستغرب أن يخصص له الفراعنة إلها في مجمع آلهتهم، وأن يقول عنه هيرودوت إن مصر هبة النيل، وأن يتصور الناس له منبعا في السماء أو في جبال القمر.
الكنغو
ثاني أنهار أفريقيا من حيث الطول، وإن كان أكبرها من حيث مساحة الحوض، ولقد كان البحث عن منابع الكنغو أحد المشكلات الجغرافية الأفريقية، تماما كما كان البحث عن منابع النيل والنيجر، وبعد أن تمت الكشوف الجغرافية في أواخر القرن الماضي وأوائل القرن الحالي، أصبحنا نتكلم عن منبعين للكنغو: الشرقي والغربي. أما المنبع الغربي فهو منابع نهر لوالابا التي لا تبعد كثيرا عن منابع الزمبيزي، ويسير النهر إلى الشمال مخترقا منطقة خانقية عميقة في جبال ميتومبا، ويظل نهرا شديد الانحدار وضيق المجرى حتى بلدة بوكاما التي تعبر عندها السكة الحديدية النهر من إليزابث فيل إلى بورت فرانكي، وبعد بوكاما يصبح لوالابا نهرا صالحا للملاحة النهرية الكبيرة، وبعد قليل إلى الشمال يدخل لوالابا منطقة مستنقعات وبحيرات عديدة تكاد تعيد إلى الأذهان - بصورة مصغرة - منطقة السدود الكبرى في السودان الجنوبي، وتسمى منطقة المستنقعات هذه بسهل كامولوندو، وأكبر بحيرات المنطقة «أوبمبا» و«كيسالي»، وبعد كيسالي مباشرة يلتقي لوالابا برافده الهام لوفيرا الذي ينبع بالقرب من منابع لوالابا، ثم برافد آخر هو لوفوا.
خريطة رقم (11): مناطق الملاحة في أنهار أفريقيا.
ونهر لوفوا هو الذي يأتي بمياه المنابع الشرقية للكنغو، فهو يصرف مياه بحيرة مويرو التي تصرف بدورها مياه بحيرة بنجويلو، ويصل بحيرتي بنجويلو ومويرو نهر لوابولا، وبعد التقاء لوفوا بلوالابا بقليل يلتقي نهر لوكوجا بلوالابا، ونهر لوكوجا هو الذي يصرف بحيرة تنجانيقا وبحيرة كيفو اللتين ترتبطان بواسطة نهر روزيزي، وبعد إلتقاء لوكوجا بقليل يضيق مجرى لوالابا إلى عرض لا يزيد عن مائة متر، وتندفع المياه بسرعة فوق شلالات هيلنتور، ثم يعود النهر ملاحيا بين كاسونجو وكيبومبو مسافة تبلغ 110 كيلومترات، بعدها تعود المندفعات المائية عند كندو، وبعد كندو شمالا يصبح النهر صحالا للملاحة حتى بونتير فيل مسافة تبلغ 310 كيلومترات، وإلى الشمال من بونتير فيل وحتى ستانلي فيل توجد شلالات ستانلي المشهورة، التي تتكون من سبعة مساقط متلاحقة فوق حواجز من صخور الجرانيت وحجر كوندلنجو الرملي.
وبعد ستانلي فيل يطلق اسم الكنغو على النهر حتى المصب، وهذا هو ذلك النهر العظيم الاتساع إلى درجة لا يفوقه فيها من الأنهار العظمى سوى نهر الأمازون، وبين ستانلي فيل وليوبولد فيل - مسافة 1734 كيلومترا - يصبح النهر ملاحيا من الدرجة الأولى، حتى إن بلجيكا لم تفكر في مد خط حديدي في هذه المنطقة؛ لأن النقل النهري أكثر رخصا، ولأن النهر بروافده العديدة يكون شبكة مواصلات نهرية تصل إلى أعماق الكنغو الاستوائي بدون تكلفة تذكر. وقبل أن يصل النهر موقع ليوبولد فيل يتسع المجرى في صورة بحيرة كبيرة عمقها خمسون مترا، يسميها الأهالي نكوما، ويسميها الأوروبيون ستانلي بول، وتمتد البحيرة 30 كيلومترا، ويكون عرضها قرابة 20 إلى 25 كيلومترا.
وبعد ليوبولد فيل بقليل يضيق مجري الكنغو، وينحدر بسرعة فوق 32 شلالا وجندلا تسمى في مجموعها شلالات لفنجستون، التي يبلغ مجموع السقوط فيها 265 مترا، وأعظمها قاطبة شلالات إنجا التي يمكن أن تستغل في توليد أكبر طاقة ممكنة في أفريقيا، وربما في العالم كله من مشروع واحد، وبعد الشلالات يدخل النهر منطقة المصب الخليجي الذي يبلغ عرضه حوالي عشرة كيلومترات، وعمق المياه فيه قرابة 70 مترا مما يسمح للملاحة البحرية - حتى السفن التي تبلغ حمولتها 8000 طن - أن تتوغل حتى ميناء متادي.
অজানা পৃষ্ঠা