. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
= ١٨/ ٨ و١٩: وقال الرب لهارون: وهأنذا قد أعطيتك حراسة رفائعي مع جميع أقداس بني إسرائيل، لك أعطيتها المسحة ولبنيك [وبناتك معك] فريضة دهرية.
ومن العجيب أن يتهم واضعو التوراة هارون ﵇ وهو من سبط لاوى بعمل العجل وعبادته، ثم يذكروا أن الله اصطفاه وبنيه وأعطاهم جميع رفائع الأقداس التي يرفعها بنو إسرائيل للرب، ويذكروا أيضا أن الله سبحانه وهب اللاويين كلهم لهارون، وأمرهم بالوقوف أمام هارون وبنيه! فهل هو الذي صنع العجل حقا؟
وصفوة القول: إن النسخ بتعريفه السابق لا يعني أن الله سبحانه أمر ونهى أولا، وما كان يعلم العاقبة، ثم فوجئ بأمور أو بدا له رأي، فنسخ الحكم الأول، ليلزم منه الجهل، ولا يعني أيضا أنه أمر ونهى ثم نسخ مع الاتحاد في الوقت والشخص والوجه، ليلزم منه الشناعة عقلا. بل إنما هو إخبار عن انتهاء مدة لحكم قدرها الله في الأزل.
هذا، والنسخ كان معروفا في الشرائع السابقة بكثرة، سواء كان في شريعة واحدة، أو في شريعة نبي لاحق لحكم كان في شريعة نبي سابق. وأمثلة القسمين كثيرة في الكتاب المقدس، ذكر بعضها الشيخ ﵀ الهندي في إظهار الحق ص٣٠٢ - ٣١٤.
أ- فمن أمثلة القسم الأول ما يلي:
١ - أمر الله سبحانه إبراهيم ﵇ بذبح ابنه الوحيد. ثم نسخ هذا الحكم قبل العمل به كما في سفر التكوين ٢٢/ ١ - ٨.
٢ - جاء في سفر صموئيل الأول ٢/ ٣٠ خطاب الله للكاهن عالي: لذلك يقول الرب إله إسرائيل: إني قلت: إن بيتك وبين أبيك يسيرون أمامي إلى الأبد. والآن يقول الرب: حاشى لي. فإني أكرم الذين يكرمونني، والذين يحتقرونني يصغرون. =
1 / 44