اللزوجة والتغرية صار نافعًا من سجج المِعا، وقشره أقوى على حبس البطن من جُرمه، لأنّ قبضه أشدّ ويطبخ في السُمَّاقية وغيرها فيعود في المرقة لزوجة يعَافها من لا يعتادها، ولكن إذا سُلق وصبت سلاقته ثم قُلي بالدهن حتى يتورّد فلا بأس به، والغالب على مزاجه الحرارة والرطوبة، ويظهر من حاله أنه مركَّبٌ من جوهرين: جوهر حارٌّ حرِّيف يذهب بالطّبخ، وجوهرٌ أرضيٌ مائيٌّ ينمو بالطبخ، وذلك كما في البصل والثوم وما كان كذلك فهو نيِّئا دوائي ومطبوخًا غذائي وقد رأيته بدمشق لكن قليلا، ورأيته إذا يَبس يرجع خشبيّا كالقسطل سواء، وأما ورقه فورقٌ مستديرٌ واسعٌ على شكل خُفِّ البعير سواء، لكنه أكبر منه ويكون قُطر الورقة ما بين شِبرٍ أو شبرين، أو ورقة قضيبٍ مفردٍ في غلظ الإصبع، وطول شبرين أو أزيد، ونبات كل قضيب من الأصل الذي في الأرض، إذ ليس لهذا النبات ساق ولا ثمر أيضا، وورق القلقاس، شديد الخضرة رقيق القشرة شبيه بورق الموز في خضرته ونعومته ورونقه ونضارته، وقال ديوسقوريدس: إنَّ لهذا النبات زهرًا على لون الورد، فإذا عقد، عقد شيئا شبيها بالحراب كأنّه تفّاحة الماء وفيه باقلي صغير
أصغر من الباقلي اليوناني يعلو موضعه المواضع التي ليس فيها باقلي فمن أراد أن يزرعه قائما، يأخذ ذلك الباقلي ويصيّره في كتل طين ويلقيها في الماء فينبت، ورغم أنه يؤكل طريا ويابسًا، فإنه يُعمل منه دقيق يشرب كالسويق، ويُعمل منه حسو فيقوي المعِدة وينفعُ من الإسهال المريء وسجوج الأمعاء، وأنّ الشيء الأخضر الذي في وسطه المرّ الطعم إذا سُحق وخُلط بدهن وقطِّر في الأذن سكَّن وجعها،
وقال الإسرائيلي: أما نحن فشاهدنا له زهرا، قال: ورأيت أصل هذا النبات إذا خزن في المنازل وجاء وقت نباته تفرّع من الباقلي اللاصق به فروع وأنبت من غير أن يظهر له زهرٌ ولا ثمر، لكن لون الباقلاء نفسها كلون زهر الورد، لأنها حين تبرز وتأخذ في النبات يخرج ما يبرز منها حَسَن البياض يعلوه تورُّد يسير، قال: وما وجدنا له جفافا يمكن معه أن يكون منه سويق ولا رأيناه السَّنةَ كلّها إلّا رطبا مثل بصل النرجس وبصل الزعفران ونحوه، قال: ولم نر وسطه هذا الأخضر الذي ذكره ديوسقوريدس ولا وجدناه السَّنة كلّها إلّا كالموز الأخضر، أقول: كلا، بل الحقّ ما قاله ديوسقوريدس وأنه حتى يقبل السبحق ويمكن أن يتخذ منه السويق وهذا رأيناه عيانا وأنه إذا جفَّ لا فرق بينه وبين
1 / 11