مقتله ومبلغ عمره
رماه داود بن سليمان بن كيسان من أصحاب يوسف بن عمر بسهم فأصاب جبينه، وذلك عشية الجمعة لخمس بقين من المحرم سنة اثنتين وعشرين ومائة على أصح الروايات، وقيل: سنة إحدى وعشرين، وهو الذي ذكره العقيقي.
فأدخل إلى دار في سكة البريد؛ وأحضر له الطبيب فلما نزع النصل عنه قضي عليه صلوات الله عليه، فأخرجوه ليلا واحتفروا له حفيرة دفنوه فيها وأجروا الماء على الموضع، وكان قد رأى ذلك غلام سندي لقصار .
فلما كان يوم السبت عرف يوسف بن عمر [بمقتله]، فأقام النداء بأن من دل عليه فله من المال كذا، فدل عليه الغلام السندي لعنه الله فاستخرجوه وحزوا رأسه وبعثوا به إلى هشام بن عبد الملك.
وصلب جسده ب(الكناسة)، فبقي مصلوبا سنة وأشهرا، وقيل: أياما، وقيل: سنتين، إلى أن ظهرت رايات بني العباس بخراسان، فكتب الوليد بن يزيد إلى يوسف بن عمر يأمره بأن ينزله عن خشبته ويحرقه، ففعل ذلك، وذره في الفرات.
وكان له صلوات الله عليه حين استشهد ست وأربعون سنة، وأنشدني إسماعيل بن عباد نفعه الله بصالح عمله من قصيدة له فيه رضي الله عنه:
لم يشفهم قتله حتى تعاوره قتل وصلب وإحراق وتمزيق
পৃষ্ঠা ৪৮