ইসলামিক পরিচালনায় আরবের গৌরব
الإدارة الإسلامية في عز العرب
জনগুলি
كان من جميل سيرة المعتضد مع عماله وخوفه البطش بهم إذا جنوا ما يعاقبون عليه أنه إذا نكب رجلا من جلة العمال ورؤسائهم وكل به من يحفظه من قبله، وشدد الوصية في صيانته، ويظهر أن هذا التوكيل للمطالبة وزيادتها والتشدد فيها لا ليحفظ نفسه، لئلا يطمع العامل. وكان يقول: هؤلاء أكابر من العمال الذين قامت هيبتهم في نفوس الرعية، وعرفوا أقطار البلاد، هم أركان الدولة وأعضاء الوزارة والمرشحون لها فإن لم تحفظ نفوسهم فسد الأمر. وهذا الغاية في الوقوف على نفسية العمال وحفظهم في أنفسهم. ومع هذه المسامحة واللين لم يرتفع السواد سواد العراق لأحد بعد عمر بن الخطاب بمثل ما ارتفع له أيام المعتضد.
89
وجمع المعتضد تسعة آلاف ألف دينار فاضلة عن جميع النفقات، وأراد أن يسبكها نقرة واحدة إذا أتمها عشرة آلاف ألف، ويطرحها على باب العامة؛ ليبلغ أصحاب الأطراف أنه له عشرة آلاف ألف دينار وهو مستغن عنها «بعد النفقات الراتبة والحادثة، وإطلاق الجاري للأولياء في سائر النواحي وجميع المرتزقة بها وبالحضرة.»
رد المعتضد ببعد نظره مصر إلى حظيرة الخلافة بعد أن كان يذهب بها أحمد بن طولون، وكتب إلى ابنه خمارويه بولايته عليها هو وولده ثلاثين سنة، وذلك من الفرات إلى برقة، وجعل إليه الصلاة والخراج والقضاء وجميع الأعمال على أن يحمل في كل عام من المال مائتي ألف دينار عما مضى وثلاثمائة ألف عن كل عام للمستقبل. ولعل ما ساقه إلى هذا التسامح مع الطولونيين ما تناصرت الأخبار عليه من أن الدولة العبيدية ظهرت أعلامها في المغرب فأحب أن يضع الطولونيين حاجزا بينه وبينهم. ومن جميل حيلته أنه طلب إلى ابن طولون أن يزوجه ابنة
90
ابنه خمارويه واسمها قطر الندى وقال: ما قصدت بهذا الزواج إلا إفقار ابن طولون؛ لأنه يضطر أن يجهزها بجهاز لم تجهز به عروس من قبل. وكان الأمر كما قال؛ فإنها جهزت بما استفرغ خزائن مصر والشام. وهذا هو الزواج السياسي المثمر، والترتيب الإداري الحكيم.
الإدارة على عهد المكتفي والمقتدر وكلام في الوزراء
اكتفى المكتفي بنهج منهج والده المعتضد في الإدارة، وكان وزيره العباس بن الحسن يقول لنوابه بالأعمال: أنا أوقع لكم وأنتم افعلوا ما فيه المصلحة. وقد يأخذ الوزير سبعة آلاف دينار في الشهر راتبا، ومن الوزراء من فادوا بخمسمائة ألف دينار ليصلوا إلى الوزارة. ومنهم من أعطوا المنجمين مائة ألف دينار ليحتالوا على الخليفة ويغيروا خاطره على أحد وزرائه، ثم يتوصلون إلى منصب الوزارة. وبهذا أدركنا أن الخلفاء انحطوا والوزراء كذلك.
بيد أن قواعد الدولة لم تتزلزل دفعة واحدة؛ لأن المعتضد ثبت قواعدها، ومن يجئ بعده مهما ارتكب من الأغلاط لا يقضي على عامة التراتيب الموضوعة للخلافة منذ سنين، فصح ما قيل من أن بني العباس
91
অজানা পৃষ্ঠা