﴿وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [آل عمران: ٣٩]، وقد روي عن ابن عباس: أنه لم يكن له ذَكَرٌ يغشى به النساء، وكان كالنواة (١). فلمَّا لم يمنع ذلكَ من النبوة، أولى أن لا يمنع من الإمامة (٢).
العاشر: قال القاضي في "الأحكام السلطانية": ولا يمنع قطعُ الأُذنين، لأنهما لا يؤثران في رأي ولا عمل، ولهما ستر خفي، يمكن أن يستر فلا يظهر (٣).
الحادي عشر: قال القاضي في "الأحكام السلطانية": وأما ذهابُ اليدين الذي يمنع العمل، وذهابُ الرجلين الذي يُذهب البطش، فيمنع من ابتداء عقدِها واستدامتها؛ لعجزه عما يلزمه من حقوق الأمة في عمل أو نهضة (٤).
_________
(١) روى الحاكم في "المستدرك" رقم: (٧٦١٨)، وابن جرير في "تفسيره" (٣/ ٢٥٥)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦٤/ ١٧٤) عن عبد الله بن عمرو بن العاص أو أبيه ﵄: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: "كل ابن آدم يأتي يوم القيامة وله ذنب إلا ما كان من يحيى بن زكريا"، قال: ثم دلى رسول الله ﷺ بيده إلى الأرض، فأخذ عودًا صغيرًا، ثم قال: "وذلك أنه لم يكن له ما للرجال إلا مئل هذا العود، وبذلك سماه الله سيدًا وحصورًا ونبيًا من الصالحين". قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
وروى الطبراني في "المعجم الأوسط" (٦٥٥٥)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٢/ ٦٤٤)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦٤/ ١٩٤) عن أبي هريرة ﵁ مثله، وفيه: فأهوى إلى قذاة من الأرض فأخذها، وقال: "كان ذكره مثل هذه القذاة".
(٢) انظر: "الأحكام السلطانية" (ص: ٢١).
(٣) المرجع السابق، الموضع نفسه.
(٤) المرجع السابق، الموضع نفسه.
1 / 49