ومن النفس ما هى نفس عقلية لأنها متعلقة بالعقل، ومنها ما هى نفس فقط. ومن الأجرام الطبيعية ما لها نفس تدبرها وتقوم عليها، ومنها ما هى أجرام طبيعية 〈فقط〉 لا نفس لها. وإنما صار هذا هكذا، لأنه ليس الشرح العقلى كله ولا النفسانى كله ولا الجرمى كله متعلقا بالعلة التى فوقه، إلا ما كان منه تاما كاملا فإنه هو الذى يتعلق بالعلة التى فوقه، أعنى أنه ليس كل عقل متعلقا بالفضائل الآتية من العلة الأولى إلا ما كان منها عقلا تاما أولا كاملا، فإنه يقوى على قبول الفضائل المتنزلة من العلة 〈الأولى〉 والتعلق بها لشدة وحدانيته. وكذلك أيضا ليست كل نفس متعلقة بالعقل إلا ما كان منها تاما كاملا 〈وأشد مع العقل فإنها تتعلق بالعقل وهو العقل التام〉. وكذلك أيضا ليس كل جرم طبيعى ذا نفس إلا ما كان منها تاما كاملا كأنه منطقى. وعلى هذه الصفة تكون سائر المراتب العقلية وبهذا القياس.
[chapter 19] ١٩ — باب آخر
إن العلة الأولى تدبر الأشياء المبتدعة كلها من غير أن تحيط بها وذلك أن التدبير لا يضعف وحدانيتها العالية على كل شىء، ولا يوهنها، ولا تمنعها وحدانيتها المباينة للأشياء من أن تدبر الأشياء. وذلك أن العلة الأولى ثابتة قائمة بواحدانيتها المحضة دائما، وهى تدبر الأشياء المبتدعة كلها وتفيض عليها القوة والحياة والخيرات على نحو قوتها واستطاعتها.
পৃষ্ঠা ২০