[ تعريف علم الكلام وأدلة من الكتاب والسنة ]
وأما لم سمي علم الكلام ؟:فذلك اسم غلب عليه وإن كان كل علم كلاما،كما غلب على علم النحو اسم النحو وإن كان كل علم منحوا أي مقصودا، وكذا علم الفقه فإنه غلب عليه هذا الاسم وإن كان كل علم مفقوها. وقال الغزالي: إنه العلم الكلي لأنه كلام في كل شيء من الخالق والمخلوق والمعدوم والموجود والقديم والمحدث.
وأما فضله: على سائر العلوم فمن جهة العقل والسمع، أما من جهة العقل فلأن الشيء يشرف بشرف معلومه ، ألا ترى أن التفاسير لما كان معلومها كتاب الله تعالى واستخراج أسراره شرفت بشرفه،ولما كان معلوم الفقه الحلال والحرام والتمييز بينهما
شرف بذلك،ومعلوم هذا الفن الله تعالى وصفاته وعدله وهو أعظم الأشياء فوجب أن يشرف بذلك وأن يكون أشرف العلوم.
وأما من جهة السمع فالكتاب والسنة والإجماع.
أما الكتاب: فقوله تعالى { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم } (آل عمران:18) فذكرهم الله بعد ملائكته،وأخبر أنهم شهدوا على وحدانيته،ولا يقال ليس في الآية دليل على أنها واردة في أهل علم الكلام خاصة لأن ظاهرها يقتضي العموم، لأنا نقول الشهادة لا تكون إلا على القطع لقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام:(مثل هذه الشمس وإلا فدع)، ولا يعرف الله على القطع الذي تجوز معه الشهادة إلا أهل هذا العلم، ولا يقال دلالتها على فضل العلماء (لا العلم) ، وذلك خروج من المطلوب ،لأنا نقول المعلوم قطعا استواءهم لهم وغيرهم في كونهم بشرا مكلفين فلابد من مزية اختصوا بها ففضلوا وليست إلا شهادتهم بالواحدانية ، (وفي ذلك) حكم بفضيلة هذه المزية كما لا يخفى ، والله أعلم.
পৃষ্ঠা ৫