انظر بفكرك تستبين المنهجا .... واعلم بأن الفكر هو سبب النجا ومنه قوله تعالى { أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت...الآية } (الغاشية:17) معناه أفلا يتفكرون في خلقها لأنهم قد كانوا ينظرون إليها نظر الأحداق فحثهم على ما أهملوه ، وهو الفكر بالقلب وهو منقسم إلى صحيح وفاسد، فالصحيح ما تتبع به أثر نحو التفكر في المصنوع ليعرف الصانع. والثاني : ما كان رجما بغيب نحو التفكر في ماهية الروح وذات الباري.
نعم والقول بأن النظر الصحيح يجب على المكلف هو مذهب أئمتنا عليهم السلام وصفوة الشيعة والمعتزلة وغيرهم، ووجوبه من جهة العقل و(من جهة) السمع على ما نبينه، وإنما قالوا : بوجوبه لأنه المؤدي أي الموصل إلى معرفة الله تعالى وهو موجب لها، وأنكر أبو علي الأسواري وصاحب الجوهرة ذلك ، وقالا: ليس بموصل إليها ولا موجب لها وإنما هو شرط اعتيادي كما يشترط في الحفظ الدرس، وعلى القولين فالمعرفة هي المقصودة،ولكن لولاه لما حصلت،واختلفوا أيهما أحق بأن يطلق عليه أنه أول الواجبات.فقالت الزيدية والمعتزلة البصرية : الأحق بهذا الاسم النظر لأنه سابق لتأدية المعرفة. وقالت البغدادية : الأحق بهذا الاسم المعرفة لأنها المقصودة وإنما هو وصلة إلى حصولها .
وخالف في وجوبه قوم منهم أهل المعارف والتقليد ومنهم أهل الخبرة قالوا: وجدنا كل فرقة قد بذلت وسعها وأفضى بها النظر إلى صحة اعتقادها وبطلان اعتقاد مخالفها فوجب اطراح النظر ومنهم أهل التكافؤ قالوا: وجدنا كل فرقة قد أقامت البراهين على اعتقادها وعتقدت أنما نظر فيه المخالف لها شبهة وليس بعض ذلك أولى من بعض فوجب اطراح النظر.
পৃষ্ঠা ১৭