مسألة في صفة الاستنجاء قد ذكر بعض المتقدمين من أصحابنا في الاستنجاء من الغائط عشر مرات، ومن البول خمس مرات، وهذا التحديد يدل على إغفال صاحبه عن وجه التعبد بظاهر النجاسة، فلأن هذا يختلف في القلة والكثرة، وقال أيضا بعض أصحابنا: لا نهاية في عدد ذلك إلا أن ينتهي إلى تطهير وطيب النفس لأنهم إنما كلفوا في ذلك الطهارة عند الله لأنهم لو كلفوا الطهارة عند أنفسهم لاختلفت أهوائهم في الطهارة، ولكن عليهم الطهارة عند الله وليس عليهم أن يعلموا أنهم تطهروا عند الله ولا يكلفون في ذلك على ما علمه الله. وقد روي عن الإمام عبد الوهاب رضي الله عنه أنه قال: استقل عندي من رمى لكل باب خمسين مرة، ويؤيد هذا خبر النبي صاى الله عليه وسلم لوابصة: ( استفت قلبك يا وابصة )وقال بعض: يغسل مخرج البول ثلاث مرات لما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام من طريق ابن عباس قال: ( إذا استيقظ أحدكم من نومه([1]) فلا يغمس يده في الإناء([2]) حتى يغسلها ثلاثا )([3]) ولم يجعل للغائط حدا لأن ذلك يختلف في القلة والكثرة وأما من قعد في نهر وعرك موضع الغائط ثلاث مرات ولم يعلم أنه بقي من الأذى شيء أجزأه ذلك في قول ابن محبوب رحمه الله.
পৃষ্ঠা ৪১