وذلك مما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( من استحق اللعنة فقد استحق عداوة الله، ولا يستحق اللعنة عداوة الله إلا على كبيرة ) ([73]) والله أعلم. والدليل أن من ذكر الفروج والعذرة بأقبح أسمائهما أو شتم بها أحدا انتقض وضوءه ما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: يتوضأ أحدكم مما مست النار([74])، ولا يتوضأ من الكلمة العوراء يقولها لأحيه. فقد أوجبت عائشة رضي الله عنها انتقاض الوضوء من الكلمة العوراء بدليل الخطاب، وروي عن الربيع رحمه الله تعالى قال: (كل شيء خبيث من الكلام فهو ينقض الوضوء )، وقيل إن بشيرا قال: لا ينقض الوضوء ما لم يشتم به أحدا والله أعلم. والقهقهة في الصلاة([75]) تنتقض الصلاة والوضوء جميعا لما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( من قهقه في الصلاة نقض الوضوء والصلاة جميعا ) فإن قيل: كيف يكون شيء واحد ينقض الوضوء في الصلاة ولا ينقضه في غير الصلاة؟ قيل له: القهقهة في الصلاة تنقض الطهارة للخبر الوارد في ذلك. ولعل هذا أن يكون لحرمة الصلاة، فإن قال: وكذلك يلزمك أن تنقض الطهارة بالكلام في الصلاة لحرمة الصلاة وجميع المناهي في الصلاة على هذا المعنى، قيل له: العلل الشرعية لا تكاد تطرد وتنعكس كالعقليات فالعلل الشرعية قد تطرد وتنعكس، وقد لا تطرد ولا تنعكس، الثاني من الأفعال التي تنقض الوضوء: اللمس، كلمس النجاسة الرطبة قياسا على ما أجمعوا عليه([76]) أن من قدم الوضوء قبل الاستنجاء من البول والغائط لا يجزيه وضوءه لأن الوضوء طهارة، والطهارة تؤثر فيها الأنجاس والله أعلم. ومس الميت ينقض الوضوء والدليل ما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال: ( مس الميت ينقض الوضوء ) ([77]).
পৃষ্ঠা ১৪৬