স্বীকারোক্তি: এটি একটি মনের গল্প
الاعتراف: وهو قصة نفس
জনগুলি
أذكر أني مررت مرة برجل مقعد ضعيف أبرص يستجدي، فكاد قلبي يتقطع من الإشفاق والرحمة، وأردت أن أبر الرجل بشيء، ولكن الحياء الكاذب وضعف العزيمة حالا بيني وبين ما أردت. فلما رأى الرجل ميلي إلى أن أجود له بشيء جعل يلح علي في السؤال، وأنا بين دافع الرحمة ودافع الخوف أن يلحقني مثل سوء حاله يوما، فقلت للرجل: أف لك يا تعس! ماذا رأيت في الحياة حتى رضيت بها وغبنت نفسك؟ وماذا ترجي من الحياة وأنت مقعد أبرص ينتهرك الناس كما ينتهرون الكلاب؟ ماذا تخشى من الموت؟ هلا أبقت من هذه الحياة، أليس الانتحار خيرا لك وأبر بك؟ أليس خوفك من الموت وتعلقك بالحياة مما يجعلك أهلا للشقاء والانتهار؟ فلما سمع الرجل مني تلك الكلمة القاسية نظر إلي نظرة حادة لم أفهم معناها، ثم تركني وأبقى في قلبي حسرة، ولم يفه بكلمة. وبودي لو فسر لي معنى تلك النظرة! فقد كان يكون تفسيره بحثا في النفس ودرسا من دروس الحياة.
وأذكر أني مررت مرة بعجوز يرتعش جسمها من الضعف، فأردت أن أجود لها بشيء، ولكن لا أعرف ما الذي منعني من البر، فتركتها وأنا أقول: ما أهون قيمة الحياة وأبخسها! وما ألأم الإنسان! وكم في الوجود مثل هذه المرأة من البؤساء والبائسين ومن هم أتعس منها، إذا صح أن تكون أعظم من تعاستها تعاسة! ثم كاد قلبي يتمزق وجعلت أضرب رأسي بيدي، فلما اشتد بي ذلك جعلت أبحث عن العجوز حتى وجدتها وأعطيتها ... نصف قرش! ولا تعجب أيها القارئ من صغر العطاء، فإن الناس يمحون توبيخ ضمائرهم بأقل من ذلك؛ بمليم، أو بكلمة طيبة أو ابتسامة، أليس بر أكثر الناس تخديرا لضمائرهم وتسكينا لوخزها؟! فليس جودهم إلا خوف عاقبة ما بدر منهم من الشر، وليست رحمتهم إلا خوفا أن يصيبهم ما يصيب المسكين الذي يرونه من السوء. ومن أجل ذلك كنت لا أجد فيما أحسن من الرحمة فخرا، فإن الرحمة ناشئة من خوف المرء وقع الشر، والجود من المنعشات التي تزيل عنه حمى الندم والحزن واتهام النفس، وتعده لاستئناف الحياة وشرورها، من دناءة وقسوة وغدر ونفاق.
هيهات لا يرحم المسكين ذو ترف
منعم البال لا يؤذيه حدثان
لولا المصائب والآلام قاطبة
ما كان في الناس إشفاق وإحسان
داء الضمير
إن توزيع الضمائر بين الناس فيه غبن وظلم مثل توزيع المال، فلو كان نصيب المرء من وخز الضمير على قدر نصيبه من الآثام لهان الأمر قليلا، ولكن نصيب المرء من وخز الضمير يكون على قدر رقة شعوره وأعصابه، لا على قدر ذنوبه. وقد يشتد وخز الضمير حتى يصير داء، وحتى يؤنب المرء على ما لم يجنه. وقد يليح له بمحامده كأنها رذائل، ثم يؤنبه عليها، وقد يؤنبه على ما جناه غيره من الناس. وأنا من الناس الذين أصيبوا بداء الضمير، فأحيانا أحس وخزه في الرأس والقلب، فتخور قواي وتخدر أعصابي، وأحس يأسا لا حد له، وأرى الدنيا مظلمة، فأود لو أتخلص من ذلك العدو الذي ينهش قلبي، ولكن أذكر قول العباس بن الأحنف:
كيف خلاصي من عدوي إذا
كان عدوي بين أضلاعي
অজানা পৃষ্ঠা