والعالم بعلم أزلي, غير مستفاد
وهو السميع بسمع
والمبصر ببصر
يعرف صفتهما من نفسه
لا يبلغ كنههما أحد من خلقه .
متكلم بكلام, لا بآلة مخلوقة, كآلة المخلوقين.
لا يوصف إلا بما وصف به نفسه, أو وصفه به نبيه عليه السلام .
وكل صفة وصف بها نفسه, أو وصفه بها رسوله
فهي صفة حقيقة لا مجازية.(1)
ويعلم أن كلام الله تعالى غير مخلوق, تكلم به تكليما, وأنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم على لسان جبريل, بعد ما سمعه جبريل منه, فتلاه جبريل على محمد - صلى الله عليه وسلم -, وتلاه محمد - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه, وتلاه أصحابه على الأمة.
ولم يصر بتلاوة المخلوقين مخلوقا, لأنه ذلك الكلام بعينه الذي تكلم الله به
فهو غير مخلوق فبكل حال, متلوا, ومحفوظا, ومكتوبا, ومسموعا .
ومن قال إنه مخلوق على حال من الأحوال فهو كافر حلال الدم بعد الاستتابة منه .
ويعلم أن الإيمان قول, وعمل , ونية , وقول باللسان, وعمل بالأركان والجوارح, وتصديق به.
يزيد وينقص , يزيد بالطاعة, وينقص بالمعصية.
وهو ذو أجزاء وشعب, فأرفع أجزائه لا إله الله, وأدناها إماطة الأذى عن الطريق, والحياء شعبة من شعب الإيمان, والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد .
والإنسان لا يدري كيف هو مكتوب عند الله , ولا بماذا يختم له, فلذلك يقول: مؤمن إن شاء الله, وأرجو أن أكون مؤمنا, ولا يضره الاستثناء والرجاء, ولا يكون بهما شاكا, ولا مرتابا, لأنه يريد بذلك ما هو مغيب عنه عن أمر آخرته, وخاتمته.
পৃষ্ঠা ৫