الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد
تأليف
الإمام علاء الدين علي بن إبراهيم المعروف بابن العطار الشافعي (المتوفى: ٧٢٧ هـ)
تحقيق
الدكتور سعد بن هليل الزويهري
إصدارات
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - إدارة الشؤون الإسلامية
دولة قطر
بتمويل
الإدارة العامة للأوقاف
অজানা পৃষ্ঠা
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 / 2
الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد
1 / 3
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
1 / 4
المقدمة
وتشتمل على ما يلي:
أولًا: أهمية الموضوع وأسباب اختياره.
ثانيًا: خطة البحث.
ثالثًا: منهج التَّحقيق والتَّعليق.
1 / 5
المقدمة
إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا. مَنْ يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢].
﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١].
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠ - ٧١] (١).
أما بعد:
فإن هذه المقدمة تشتمل على ما يلي:
_________
(١) هذه خطبة الحاجة التي كان رسول الله ﷺ يعلمها أصحابه، أخرجها ابن ماجه في سننه (١/ ٦٠٩ - ٦١٠)، والإمام أحمد في مسنده (٥/ ٢٧٢) رقم (٣٧٢١) وصحح أحمد شاكر أحد طرق هذا الحديث، وكذلك الألباني وقال: (على شرط مسلم). انظر: خطبة الحاجة للشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني.
1 / 6
أولًا: أهمية الموضوع، وأسباب اختياره:
إنَّ الاهتمام بعلم العقيدة من الثوابت عند المسلمين، والتي لا تقبل الجدل ولا المساومة؛ فلأجل عبادة الله وحده خَلَق اللهُ الخَلْق، وأنزل الكتب، وأرسل الرسل، وشرع الشرائع، وأقام الحسابَ عليها يوم القيامة، فريق في الجنة وفريق في السعير.
فلذلك صار علمُ العقيدة أفضلَ العلوم وأجلَّها على الإطلاق؛ لأنه العلم بالله وأسمائه وصفاته، إذ شرفُ العلم بشرف المعلوم.
وعليه فلا شكَّ أن أهمَّ علم يجب الاعتناءُ به حفظًا، وتعلمًا، وتعليمًا، وتأليفًا؛ هو علم العقيدة - أعني: عقيدة أهل السنة والجماعة -، ومن الطرق المعينة على ذلك:
الاهتمام بمصنفاتهم، وخاصة الشاملة لأبواب العقيدة، الحاوية على كثير من الأدلة، والداحضة لشبهات المخالفين.
ولقد اهتم سلفُنا بهذا العلم اهتمامًا واضحًا، فالمكتبةُ الإِسلاميةُ مليئةٌ بمؤلفاتهم القيمة النافعة.
وهناك مصنفاتٌ لم تر النور بَعْدُ من مصنفات أهل السنة والجماعة، ومنها: كتاب الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد لعلاء الدين أبي الحسن علي بن إبراهيم بن داود الشافعي، المعروف بابن العطار ﵀.
وهناك أسباب دعتني لاختيار هذا الموضوع، منها:
١ - أهميةُ علم العقيدة - عقيدة أهل السنة والجماعة - مما يكون لزامًا على المختصين نشر وإحياء تراث أهل السنة والجماعة.
٢ - قيمةُ الكتاب العلمية بموضوعه ومباحثه، وذلك لأنه شاملٌ لمسائل الاعتقاد، مدعم بالأدلَّة السَّمعية والعقلية، وآثار الصَّحابة، وأقوال الأئمة.
1 / 7
٣ - امتاز هذا الكتابُ في عرضه لمباحث العقيدة بأسلوب التقرير، وابتعد عن أسلوب المناقشة والرَّدِّ، بالإضافة إلى يُسْر الكتاب، وسهولته، وإيجازه.
٤ - أن هذا الكتابَ لم يُطبع - كاملًا - من قبلُ، بل لم ير النور بعد، ففي إخراجه وطبعه وتحقيقه إسهامٌ في نَشْر مصنفات أهل السُّنة والجماعة.
٥ - مكانةُ المصنف العلمية، وأنه من الحفاظ الإثبات، بل يُعَدُّ من كبار الشافعية في زمنه، فهو من كبار تلاميذ النَّووي ﵀، ومن أثبت النَّاس في شيخه، ومن جانب آخر فهو شيخُ الحافظ الذهبي.
٦ - أن هذا الكتابَ لم يُحقَّق تحقيقًا علميًا وافيًا، على نسخ خطية، يُضبط فيها النص ضبطًا صحيحًا، مع التعليق عليه تعليقًا يزيل إشكالاته، ويحلُّ مبهماته.
لهذه الأسباب وغيرها اخترتُ أن يكون تحقيقُ هذا الكتاب موضوعَ الرسالة.
ثانيًا: خطة البحث:
المقدمة، وتشتمل على ما يلي:
أولًا: أهمية الموضوع، وأسباب اختياره.
ثانيًا: خطة البحث.
ثالثًا: منهجي في التحقيق والتعليق.
وقد جعلتُ البحثَ على قسمين:
القسم الأول: الدراسة.
ويشتمل على فصلين:
الفصل الأول: ترجمة المؤلف.
الفصل الثاني: دراسة الكتاب، وفيه مباحث:
1 / 8
المبحث الأول: عنوان الكتاب، ونسبته لمؤلفه.
المبحث الثاني: مصادر المؤلف في كتابه.
المبحث الثالث: عرض لأهم قضايا الكتاب.
المبحث الرابع: منهج المؤلَّف في كتابه.
المبحث الخامس: وصف النُّسخ الخطية.
المبحث السادس: تقويم الكتاب.
القسم الثاني: التحقيق.
- الخاتمة.
- الفهارس.
ثالثًا: منهجي في التحقيق والتعليق:
لقد بذلتُ جهدًا - بحمد الله - في خدمة هذا الكتاب، وكان عملي فيه على النحو الآتي:
أولًا: خدمة نصِّ الكتاب:
١ - جمعتُ ما أمكنني الحصول عليه من نسخ هذا الكتاب، وبلغت ثلاث نسخ، وجعلتُ إحداها أصلًا، وهي النسخة الظاهرية رقم (٢٩٦١) ورمزت لها بـ: (ص)، وقابلتها مع النسخ الأخرى: وهي النسخة الظاهرية الثانية رقم (٢٩٣٤)، ورمزت لها بـ: (ظ)، ونسخة مكتبة أثينا بروما، ورمزت لها بـ: (ن).
٢ - أثبتُّ نص النسخة الأصلية (ص) في المتن، ووضعت فوارق النسخ الأخرى في الحاشية؛ إلا ما بان خطؤه، أو ترجَّح لي أن ما في (ظ) أو (ن) هو الصواب، فأثبته في المتن بين معقوفتين هكذا [] وأبين ما في (ص) في الحاشية.
٣ - الكلمات والجمل المصححة في حاشية النسخ (ص) و(ظ) و(ن) أعدها من أصل هذه النسخ.
1 / 9
٤ - نظرًا لأنَّ المؤلَّف ﵀ يكثر النقل، فإني أقابل بين الكتب التي نقل منها بالنص وبين النسخ الأخرى؛ مبينًا إن كانت هناك فروق في الحاشية، سواء عزا المؤلَّف إلى هذه الكتب أم لم يَعْزُ إليها.
أما الكتب المطبوعة التي اعتمدتها في المقابلة، فهي:
أ - صريح السُّنة، للإمام أبي جعفر محمَّد بن جرير الطبري، تحقيق بدر المعتوق، الطبعة الأولى عام ١٤٠٥ هـ، نشر دار الخلفاء للكتاب الإِسلامي - الكويت.
ب - متن العقيدة الطحاوية، للإمام أبي جعفر الطحاوي الحنفي، الطبعة الأولى عام ١٤٠٨ هـ، نشر مكتبة ابن تيمية - القاهرة.
ج - الأسماء والصِّفات، للإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق عبد الله الحاشدي، الطبعة الأولى عام ١٤١٣ هـ، نشر مكتبة السوادي - جدة، وكذلك طبعة دار الكتب العلمية - بيروت.
د - عقيدة السلف وأصحاب الحديث، للإمام أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، دراسة وتحقيق الدكتور ناصر بن عبد الرحمن الجديع، الطبعة الأولى ١٤١٥ هـ، نشر دار العاصمة - الرياض.
هـ - الشفا بتعريف حقوق المصطفى، للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي، تحقيق علي محمَّد البجاوي، نشر دار الكتاب العربي - بيروت.
و- إكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم، للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي، تحقيق يحيى إسماعيل، نشر دار الوفاء بمصر، الطبعة الأولى ١٤١٩ هـ (١).
_________
(١) إذا وجدت عند المقابلة في الكتب الآنفة الذكر كلمة أو جملة زائدة، أو كان ما في =
1 / 10
٥ - ضبطتُ - ما أمكنني - نصَّ الكتاب بالشكل، مع مزيد من الاهتمام بالمشكل من الأسماء والألفاظ المختلفة.
٦ - قمتُ بتحديد بدايات الجمل، والفقرات، ونهاياتها.
٧ - لا أعتبر بعضَ الفروق التي لا تأثير لها مثل: ﵇ ويقابله ﷺ، و﵁ ويقابله ﵀ وغيرها من الجمل الدُّعائية.
٨ - قمتُ بتصحيح الأخطاء النحوية في (ص)، وغالبًا لا أثبتها في فروق النسخ الأخرى.
٩ - قمتُ بحذف الكلمات المكررة والزائدة والخاطئة، التي لا يضيرُ حذفها.
١٠ - كتبتُ الآيات القرآنية وفق الرسم العثماني.
١١ - التزمتُ بعلامات التنصيص المعتبرة في البحث العلمي، حيث جعلتُ أحاديثَ الرسول ﷺ بين أقواس صغيرة هكذا ""، وما عدا أحاديث الرسول ﷺ من الآثار والأقوال فإني أجعلُها بين قوسين هكذا ().
وقمتُ بوضع علامات الترقيم المختلفة التي تُيسَّر فَهْمَ النص، من فواصل، ونقاط، وعلامات تنصيص، وعلامات الجمل المعترضة، وعلامات التعجب، والاستفهام، وغيرها.
١٢ - قمتُ بترقيم فصول الكتاب، وجعلته بين قوسين هكذا: ().
١٣ - قمتُ بتحديد نهاية كلِّ صفحة في المخطوطة (ص) بوضع هذه العلامة (/) عقب الكلمة الأخيرة مباشرة.
_________
= النسخ الأخرى خطأ، فإني أثبت ما في هذه الكتب في المتن بين معقوفتين هكذا [] إذا كان من المناسب إثباته.
1 / 11
ثانيًا: منهجي في التعليق:
وأهمُّ ما قمتُ به في تعليقي على النَّصِّ ما يلي:
١ - عزو الآيات الكريمة إلى سُورها، مع ذكر أرقامها.
٢ - خرجتُ الأحاديثَ من مصادرها الأصلية كالصِّحاح، والسُّنن، والمسانيد، والمعاجم، والمصنفات، وغيرها.
فإذا كان الحديثُ في الصَّحيحين أو في أحدهما اكتفيتُ بعزوه إليهما أو إلى أحدهما، وإن كان في غيرهما أجتهدُ غالبًا في تخريجه من مصادره، مع ذِكْر ما قاله العلماء قديمًا وحديثًا في الحكم عليه إن وُجِدَ.
وأذكرُ عند التخريج اسم الكتاب، والجزء، والصفحة، ورقم الحديث، والكتاب، والباب.
٣ - قمتُ بتخريج الآثار من مظانها ما أمكن، مع ذكر ما قاله العلماء في الحكم عليها إن وجد، وإيراد نصوص الأحاديث والآثار التي يشيرُ إليها المؤلف.
٤ - قمتُ بتوثيق نُقُولِ الكتاب، بإرجاعها إلى مصادرها، إلا إذا تعذَّر ذلك لعدم تيسُّر مصدره، أو عدم الاهتداء إلى مظانه.
٥ - ترجمتُ للأعلام الوارد ذِكْرهم في نَصِّ الكتاب؛ سوى الصحابة ﵃ لشهرتهم.
٦ - شرحتُ الألفاظ الغريبة الواردة في نص الكتاب، من خلال كتب اللغة، وغريب الحديث.
٧ - عرّفتُ الفِرق والمِلل والنِّحَل والأديان الواردة في النص.
٨ - عرَّفتُ الأماكنَ والبلدانَ غير المشهورة والواردة في النص.
٩ - عرَّفتُ المصطلحات والألفاظ الكلامية والفلسفية الواردة في النص.
1 / 12
١٠ - مناقشة آراء المصنَّف التي تحتاجُ إلى مناقشة وتعليق.
١١ - وضعتُ فهارس للكتاب، وتشملُ ما يلي:
أ - فهرس للآيات.
ب - فهرس للأحاديث.
ج - فهرس للآثار.
د - فهرس للأعلام.
هـ - فهرس للفِرق والأديان.
و- فهرس للكلمات الغريبة، والمصطلحات العلمية.
ز - فهرس للأماكن.
ح - فهرس للكتب الواردة في النص.
ط - فهرس المصادر والمراجع.
ي - فهرس الموضوعات (١).
وأخيرًا؛ فإني أحمد الله، وأشكره على جميع نعمه وآلائه، ثم أشكر فضيلة الشيخ المشرف: د. عبد العزيز بن محمَّد بن علي العبد اللطيف؛ الذي كان له الفضلُ بعد الله في إنجاز هذه الرسالة على الوجه المطلوب، والذي وهبني الكثير من وقته وجهده أثناء إعدادي لهذه الرسالة، وأسأل الله أن يجعلَ ذلك في موازين حسناته، وأن يعظم له المثوبة والأجر.
وأشكر قبل ذلك والديَّ العزيزين؛ اللذين كانا وراء نجاحي في
_________
(١) اختصر الباحث بعض التعليقات التي كانتْ في أصل الرسالة، كما حذف بعضَها الآخر - مما جرتْ به العادة في البحوث الأكاديمية - رغبةً منه في عدم صرف القارئ عن أصل الكتاب المحقق.
1 / 13
هذه الرسالة بالنصح والدعاء، طالبًا من الله أن يرزقني بِرَّهما، وأن يرحمها، ويُحْسِنَ لهما الختام.
والشكر موصولٌ لجامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية ممثلة في مديرها، ووكلاء الجامعة، ومنسوبيها؛ إذ للجامعة الفضل بعد الله في فتح أبواب البحث الأكاديمي والعلمي، وتشجيع طلبة العلم لسلوكه.
وكذلك أشكر كلَّ مَنْ أسهم وساعد في إتمام هذه الرسالة؛ بدءًا من عميد الكلية، ورئيس قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.
كما أشكر كلَّ مَنْ أمدَّني بما أحتاجه من مراجع، ومصادر، ومشورة علمية، فجزاهم الله خير الجزاء.
وفي الختام فهذا جهدُ المقلِّ، فما كان من صواب فمن الله ﷾، وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان. والله أسأل أن يعينني على العمل بما علمت وَفْق مرضاته، وأن يرزقني الإخلاصَ في كلِّ قولٍ وعملٍ، إنه وليُ ذلك، والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
1 / 14
القسم الأول: الدَّراسة
ويشتملُ على فصلين:
الفصلُ الأوَّل: ترجمة للمؤلف.
الفصلُ الثَّاني: دراسة الكتاب، وفيه مباحث:
المبحث الأول: عنوانُ الكتاب، ونسبته لمؤلفه.
المبحث الثَّاني: مصادر المؤلف في كتابه.
المبحث الثَّالث: عَرْض لأهم قضايا الكتاب.
المبحث الرَّابع: منهجُ المؤلف في كتابه.
المبحث الخامس: وصفُ النُّسخ الخطية.
المبحث السَّادس: تقويمُ الكتاب.
1 / 15
الفصلُ الأول: ترجمة المؤلف
وتشتملُ الترجمةُ على ما يلي:
• تمهيد.
• عصره.
• اسمه، ونسبه.
• أسرته.
• مولده.
• نشأته.
• طلبه للعلم.
• الرَّحلة في طلب العلم.
• شيوخه.
• تلاميذه.
• صفاته، وأخلاقه.
• مكانته العلمية.
• تدريسه.
• فتاواه.
• مؤلفاته، وآثاره.
1 / 16
ترجمة ابن العطار (١) ﵀
• تمهيد:
أُحبُّ أن أشيرَ إلى أن ابن العطار لم يترجمْ له في المصادر التي
_________
(١) انظر مصادر ترجمته:
١ - معجم شيوخ الذهبي للذهبي (ص ٣٥٢).
٢ - المعجم المختص للذهبي (ص ١٥٦).
٣ - تذكرة الحفاظ للذهبي (٤/ ١٩٨).
٤ - ذيول العبر في خبر من غبر للذهبي (٤/ ٧١).
٥ - برنامج ابن جابر الوادي آشي (ص ٩١ - ٩٢).
٦ - أعيان العصر وأعوان النصر للصفدي (٣/ ٢٤٥ - ٢٤٨).
٧ - مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان لليافعي (٤/ ٢٠٤ - ٢٠٥).
٨ - طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (١٠/ ١٣٠).
٩ - البداية والنهاية لابن كثير (١٤/ ١١٧).
١٠ - طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (٢/ ٢٧٠ - ٢٧١).
١١ - الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة لابن حجر (٣/ ٥ - ٧).
١٢ - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري بردي (٩/ ١٨٨).
١٣ - الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي (١/ ٨٦ - ٧١).
١٤ - شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي (٦/ ٦٣ - ٦٤).
١٥ - ديوان الإِسلام لابن الغزي (٣/ ٣٤٠ - ٣٤١).
١٦ - هدية العارفين بأسماء المؤلفين وآثار المصنفين للبغدادي (٥/ ٧١٧).
١٧ - فهرس الفهارس والإثبات للكتاني (٢/ ٨٢٩).
١٨ - الأعلام للزركلي (٤/ ٢٥١). =
1 / 17
بين أيدينا ترجمة تليق بمكانته العلمية، والغريب في الأمران معظم مَنْ ترجم له هم من معاصريه، أو من تلاميذه، أو من الطبقة التي بعدهم، وكان بإمكان هؤلاء أن يبينوا كثيرًا من محاسن الشيخ ومناقبه وآثاره التي خلّفها لنا، والمدارس التي قامت على أكتافه؛ لأنهم عرفوه عن قرب، ورأوا آثاره العلمية بأعينهم، ثم إن هذا القليل الذي ذكروه عنه في ترجمته مكرر، ذلك أن أول من ترجم له هو تلميذه الذهبي، فقد ترجم له في أكثر كتبه، ولكن بما لا يتجاوز أسطرًا.
وكل من جاء بعده اعتمد في ترجمته على ما ذكره الذهبي؛ إلا بعض الزيادات التي ليست من جوهر الترجمة، ولعل عذر الذهبي في عدم التوسع في ترجمته أنه خصَّص معجمًا لشيوخ ابن العطار، فلعله ترجم له قبل ذِكْر شيوخه ترجمة موسَّعة للمؤلف، فاكتفى في بقية كتبه بذكر قليلٍ من سيرته؛ اعتمادًا على ما في ذلك الكتاب، ولكني لم أقفْ على ذلك الكتاب حتى هذه اللحظة.
• عصره:
اتسم عصرُ ابن العطار ﵀ بكثرة الأحداث، وتغير الدول، وقيام الفتن بين الفينة والأخرى، وشهد عصرُه فترةً من فترات ضعف المسلمين بعد الإطاحة بالخلافة العباسية على يد المغول، ولقد لعبتِ
_________
= ١٩ - معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة (٢/ ٣٨٧).
٢٠ - تاريخ الأدب العربي لبروكلمان (٢/ ١٠٠).
٢١ - كما ترجم له الأستاذ محمَّد بن الحسين السليماني في مقدمة تحقيقه لأدب الخطيب لابن العطار ﵀، وهو أفضل وأجود من ترجم له (ص ١٣ - ٥٩).
٢٢ - كما ترجم له مشهور حسن سلمان في مقدمة تحقيقه لتحفة الطالبين لابن العطار (ص ٢٥ - ٣٢).
٢٣ - وترجم له أيضًا ترجمة موجزة علي حسن عبد الحميد الحلبي في مقدمة تحقيقه للاعتقاد الخالص (ص ٩ - ١١).
1 / 18
الفتنُ والأطماعُ الشخصية دورها في زيادة عدم الاستقرار السياسي في البلاد الإِسلامية، الأمر الذي أضعف كيانَ الدولة الإِسلامية وخاصة بعد سقوط بغداد على يد هولاكو، حيث تلا ذلك اضطرابٌ عظيم، وإن كان الأمر تراوح بين نصر وهزيمة من آن لآخر بين التتر والمسلمين، ولعلّي أُلخَّص عصره فيما يلي:
أولًا: أهم الملوك:
نظرًا لكثرة قيام الدول وزوالها، وسرعة المتغيرات السياسية، فقد أكثر الملوكُ والسلاطين، وسأقتصر على أهمهم في حياة ابن العطار ﵀ وهم:
١ - المستعصم بالله، وهو آخرُ الخلفاء العباسيين، وهو عبد الله أبو أحمد بن المستنصر أبي جعفر منصور بن محمَّد الطاهر ابن الإِمام الناصر أحمد، كان ضعيفَ الرأي، قد غلب عليه أمراءُ دولته لسوء تدبيره، تولى الخلافةَ بعد موت أبيه المستنصر، سنة أربعين وستمئة، وكانت مدة خلافته ١٦ سنة تقريبًا (١).
٢ - الملك الظاهر بيبرس، كان ملكًا جليلًا شجاعًا مهيبًا، ملك الديار المصرية والشام وغيرها، وفتح الفتوحات الجليلة، وأصله مملوك قبجاقي الجنس، تولى السلطنة بعد أن قام بقتل الملك المظفر قطز سنة ثمان وخمسين وستمئة، وكانت مدة مملكته سبع عشرة سنة تقريبًا، وتوفي سنة ست وسبعين وستمئة (٢).
٣ - السلطان الملك المنصور قلاوون الصالحي، كان ملكًا مهيبًا، حليمًا، قليل سفك الدماء، كثير العفو، شجاعًا، فتح الفتوحات العظيمة
_________
(١) البداية والنهاية لابن كثير (٧/ ١٧١)، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي (٦/ ٣٤٥).
(٢) البداية والنهاية (٧/ ٢٤٥)، والنجوم الزاهرة (٧/ ٩٤).
1 / 19
مثل المرقب وطرابلس؛ التي لم يجسر أحد من الملوك مثل صلاح الدين الأيوبي وغيره على فتحهما، وكسر جيش التتر على حمص وكانوا في جمع عظيم، توفي في عام ٦٨٩ هـ، وكانت مدة توليه الملك نحو إحدى عشرة سنة تقريبًا، بداية من عام ٦٧٨ هـ (١).
٤ - السلطان محمَّد الناصر بن قلاوون، والذي تولى الحكم صغيرًا بعد مقتل أخيه الأشرف عام ثلاث وتسعين وستمئة، وتوفي ابن العطار ﵀ عام ٧٢٤ هـ ولا زال الملك الناصر على كرسيه (٢).
ثانيًا: أهم الأحداث:
- في عام ٦٥٥ هـ ظهرت نار بالحرة عند مدينة الرسول ﷺ، وكان لها بالليل ضوء عظيم يظهر من مسافة بعيدة جدًا، ولعلها النارُ التي ذكرها الرسول ﷺ من علامات الساعة، وأنها تضيء لها أعناق الإبل ببصرى (٣).
- في أول سنة ٦٥٦ هـ قصد هولاكو ملك التتر بغداد، ودخلها في العشرين من المحرم، وقتل الخليفة المستعصم بالله، وسبب ذلك أنَّ وزيرَ الخليفة مؤيد الدين ابن العلقمي كان رافضيًا، وكان أهلُ الكرخ أيضًا رافضة، فجرتْ فتنةٌ بين السُّنة والشِّيعة، فأمر أبو بكر ابن الخليفة وركن الدين الدوادار العسكر، فنهبوا الكرخ، وهتكوا النساء، فعظم ذلك على الوزير ابن العلقمي، وكاتب التتر وأطمعهم في ملك بغداد، فساروا قاصدين بغداد في جحفل عظيم، وخرج عسكر الخليفة لقتالهم، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، فانهزم عسكر الخليفة، ودخل بعضهم بغداد، وسار بعضهم إلى جهة الشام، ونزل هولاكو على بغداد، وقتل الخليفة
_________
(١) النجوم الزاهرة (٧/ ٢٨٩).
(٢) البداية والنهاية (٧/ ٣٥٤)، والنجوم الزاهرة (٨/ ٥٠).
(٣) البداية والنهاية (٧/ ١٩٩)، والنجوم الزاهرة (٧/ ٣٦).
1 / 20