141

ثم قال: ما أحسبني إلا وقد اقترب أجلي، فاعتزم وتهيأ للحج، فلما أتى الكوفة نزل النخيلة، فلما أمر بالرحيل ودخل الناس، قال: ائتني بفحمة، وكتب على الحائط شعرا:

المرء يأمل أن يعيش .... وطول عيش ما يضره

تبلى بشاشته ويبقى .... بعد حلو العيش مره

وتضره الأيام حتى .... لا يرى شيئا يسره

كم شامت بي إن هلكت .... وقائل لله دره

فلما كان بذات عرق، مرت به إبل من نعم عامر بن ربيعة.

فقال: يا ربيع، اجعل غداءنا من هذه الإبل، فأبتعت له فصيلا منها، فأكل فأصابه الذربفمات منه.

* إسماعيل بن ذكوان: لبس سليمان بن عبدالملك ثيابا له حمرا رقاقا، وكان جميلا، صبيح المنظر، بهيا، وكانت له جارية حظية عنده، واقفة على رأسه، فكأن نفسه أعجبته.

فقال لها: كيف ترين هذه الهيئة؟

فقالت:

أنت نعم المتاع لو كنت تبقى .... غير أن لا بقاء للإنسان

أنت خلو من العيوب ومما .... يكره الناس غير أنك فاني

* وعن الربيع: لما مرض أبو جعفر مرضه الذي مات فيه، رأى كتابا فقرأه، فإذا فيه شعرا:

أبا جعفر حانت وفاتك وانقضت .... سنوك وأمر الله لابد واقع

أبا جعفر هل كاهن أو منجم .... لك اليوم من وقع المنية دافع

* ولما مات يحيى بن خالد وجدت رقعة تحت فراشه مكتوبا فيها:

وحق الله إن الظلم لؤم .... وما زال المسيء هو الظلوم

إلى ديان يوم الدين نمضي .... وعند الله تجتمع الخصوم

والبيتان الأولان لعلي بن أبي طالب عليه سلام الله كتبها إلى معاوية.

* ومعه رقعة أخرى فيها:

أتضلمني إذا ما كنت مقتدرا .... فالظلم مرتعه يدني من الندم

نامت جفونك والمظلوم مرتقب .... يدعو عليك وعين الله لم تنم

حلت مصيبة مظلوم بمظلمة .... إن الظلوم على تل من النقم

* إسماعيل بن محمد اليزيدي، عن أمة: لما حج هارون سنة ستة وثمانين ومائة للهجرة، صدر حتى أتى الحيرة، ثم الأنبار في السفن، فركب مع جعفر بن يحيى في الصيد، ثم رجع.

পৃষ্ঠা ১৭৩