في سنة سبع وخمسين وأربعمائة ونجزت سنة تسع وخمسين وجمع الناس على طبقاتهم فيها يوم السبت عاشر ذي ابقعدة ليدرس فيها الشيخ الرباني أبو إسحق الشيرازي فلم يحصر فيقال: لقيه صيس فقال: كيف تدرس في مكان مغصوب فوشوشه فاختفى؟ فلما أيسوا من حضوره ذكر الدرس بها الشيخ أبو نصر بن الصباغ عشرين يوما.
ولما وصل الخبر إلى الوزير احتال على الشيخ أبي اسحاق زلك يزل يرفق به حتى درس بها وحضر يوم السبت مستهل ذي الحجة وألقى الدرس بها الى أن توفى وقيل: إنه كان يخرج منها أوقات الصلاة فيصلي بمسجد خارجها احتياطا ولما مات الشيخ ابو إسحق تولاها أبو سعد المتولى ثم صرف في سنة ست وسبعين، وأعيد المتولى الى أن مات. وبنى أيضا مدرسة بنيسابور تسمى النظامية درس بها إمام الحرمين فاقتدى به الناس في بناء المدارس، وعمد العمد الى قبر الامام ابي حنيفة وبنى عليه قبة عظيمة أنفق عليها أموالا كثيرة، نعم أنكر الحافظ شمس الدين الذهبي في تاريخ الإسلام على من زعم أن نظام الملك أول من بنى المدارس، وقال قد كانت المدرسة البيهقية بنيسابور قبل أن يولد نظام الملك، والمدرسة السعدية بنيسابور ايضا بناها
1 / 32