بطريق بالس المسماة الآن مسكنة يجتمعون فيها كل سنة مرتين يبيعون فيها أموالهم ، ولم تكن الطرق في ذلك الوقت سالكة إلى حلب إلا من يقصد الذهاب إلى منبج فيكون طريقه إلى حلب.
* ذكر الصنم الذي كان يعبده أهل منبج وأهل حلب وتاريخ دخول النصرانية إلى حلب
قال في تحف الأنباء : كانت منبج إذ ذاك مقر صنم كبير اسمه تركيد ويعبده أهلها وكانت تسمى هيرابلس. وأما أهل حلب فإن أكثر أهلها كانوا ممن يعبدون هذا الصنم لقربها من منبج وعدم مرور القوافل عليها كما قدمنا ، ولذلك تأخر وجود النصارى فيها لأنه كما قيل لم يدخل إليها أسقف إلا بعد ثلاثمائة وأربع عشرة سنة من التاريخ المسيحي. وفي سنة ثلاثماية وثلاث عشرة إلى سنة ثلاثماية وأربع وعشرين من التاريخ المذكور عمرت الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين الكبير لنصارى حلب الكنيسة الكبيرة التي كانوا يسمونها الكنيسة العظمى. وكنيسة هيلانة في وسط المدينة وهي الآن المدرسة المسماة بالهيلانية ، وأما المشهور من أن اسمها الحلوية فهذا غلط لا أصل له (1)، وجددت أيضا بناء قناة حلب الآتية لها من قرية حيلان وأصلحت ما تهدم منها وليست هي التي أنشأتها كما زعمه كثيرون وإنما هي قديمة من زمن اليونانيين ولم يعلم اسم بانيها.
ثم بعد أن تمت عمارة الكنيسة المذكورة طلبت من ابنها قسطنطين أن يرسل بطركا إلى نصارى حلب ، فأرسل لها بطركا يقال له أوسطاطس ، ثم أرسل بعده مطرانين يقال لأحدهما كيروبس والآخر ملاكس ، ثم إن ملاكس وصل إلى أنطاكية بطركا فيها سنة ثلاثماية وإحدى وستين.
পৃষ্ঠা ৮৯