258

فأنفذ لؤلؤ وأحرق ما يقارب حلب منها إضرارا بالعسكر المصري وقاطعا للميرة عليهم ، وكر منجوتكين راجعا إلى حلب.

* ذكر تدبير لطيف دبره لؤلؤ في صرف العساكر المصرية عن حلب

قال الوزير : لما رأى لؤلؤ هزيمة الروم وقوة العساكر المصرية وضعفه عن مقاومتهم كاتب أبا الحسن المغربي والقشوري ورغبهما في المال وبذل لهما ما استمالهما به ، وسألهما المشورة على منجوتكين بالانصراف عن حلب في هذا العام والمعاودة في العام القابل لعلة تعذر الأقوات والعلوفات ، فأجاباه إلى ذلك ، وخاطبا منجوتكين به فصادف قولهما منه شوقا إلى دمشق وخفض العيش ، وضجرا من الأسفار والحروب ، وكتبت الجماعة إلى صاحب مصر بهذه الصورة واستأذناه في الانكفاء. فقبل أن يصل الكتاب ويعود الجواب رحلوا عائدين ، وعرف صاحب مصر ذلك فاستشاط غضبا ووجد أعداء أبي الحسن المغربي طريقا إلى الطعن عليه فصرفه بصالح بن علي الروذباري.

* ذكر ما دبره المتقلب بالعزيز في إمداد العسكر بالميرة وإعادتهم إلى حلب

قال الوزير : آلى العزيز على نفسه أن يمد العسكر بالميرة من غلات مصر مائة ألف تليس [ والتليس قفيزان بالمعدل ] في البحر إلى طرابلس ، ومنها على الظهور إلى حصن أفامية ، ورجع منجوتكين في السنة الثانية إلى حلب ونزل عليها وصالح بن علي الروذباري المدبر ، فكان يوقع للغلمان بجراياتهم وقضيم دوابهم إلى أفامية على خمسة وعشرين فرسخا ، فيمضون ويقبضونها ويعودون بها ، وأقاموا على حلب ثلاثة عشر شهرا ، وبنوا الحمامات والخانات والأسواق وأبو الفضائل ولؤلؤ ومن معهما متحصنون بالبلد ، وتعذرت الأقوات

পৃষ্ঠা ২৮০