206

وأدرت لكم الأرزاق فقنطتم أرزاق العباد واغتررتم بصفو أيامكم ولم تتفكروا في عواقبكم واشتغلتم بالشهوات واغتنام اللذات وتهاونتم بسهام الأسحار وهن صائبات ولا سيما إن خرجت من قلوب قرحتموها وأكباد أجعتموها وأجساد أعريتموها ، ولو تأملتم في هذا حق التأمل لانتبهتم ، أو ما علمتم أن الدنيا لو بقيت للعاقل ما وصل إليها الجاهل ولو دامت لمن مضى ما نالها من بقي ، فكفى بصحبة ملك يكون في زوال ملكه قرح للعالم ومن المحال أن يموت المنتظرون كلهم حتى لا يبقى منهم أحد ويبقى المنتظر ، افعلوا ما شئتم فإنا صابرون وجوروا فإنا بالله مستجيرون وثقوا بقدرتكم وسلطانكم فإنا بالله واثقون وهو حسبنا ونعم الوكيل. فبقي الأخشيد بعد سماع هذه الرقعة في فكر وسافر إلى دمشق ومات وولي الأمر بعده ابنه أبو القاسم أنوجور وتفسيره محمود.

পৃষ্ঠা ২২৮