اختُلف في إرساله ووصله، وإرساله أصح، انتهى (١).
وحذا حذوهما القسطلاني حيث قال بعد إيراده حديث "المستدرك" المذكور (٢): وبالجملة فقد ثبتت صحة هذا الحديث، أعني حديث: "ماء زمزم لما شُرِب له".
ومعناه: أنكَ إنْ شربته لتستشفي به شفاكَ الله، وإن شربته لشبعكَ أشبعكَ الله، وإن شربته لقطع ظمأ قطعه الله تعالى، وهكذا.
وقد ورد عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى أنه شربه للعلم والفقاهة فكان أفقه [أهل] زمانه (٣).
قال البكري (٤) رحمه الله تعالى: وأنا قد جرَّبت ذلك فوجدته صحيحًا على أني لم أشربه إلَّا على يقين من هذا وتصديق بالحديث، انتهى.
_________
(١) قلت: وقد تقدم أن للحافظ بن حجر جزءًا مفردًا في هذا الحديث نشره الشيخ سائد بكداش في آخر كتابه "فضل ماء زمزم". يقول الحافظ بن حجر فيه ص ٢٧٠: مرتبة هذا الحديث عند الحفاظ باجتماع هذه الطرق يصلُح للاحتجاج به، على ما عُرف من قواعد أئمة الحديث. اهـ.
(٢) "إرشاد الساري" ٣/ ١٨٥.
(٣) "فضل ماء زمزم" ص ١٣٥ نقلًا عن البوسنوي في رسالته عن مقام إبراهيم ﵊.
ونُقل عن الإِمام الشافعي ﵁ أنه قال: شربتُ من ماء زمزم لثلاثٍ، شربتُه للعلم، وشربته للرمي فكنت أصيب من عشرة عشرة ومن عشرة تسعة، وشربته للجنة وأرجوها. "الجامع اللطيف" ص ٢٦٦.
(٤) تقدم ص ١٢ أن القائل لهذا الكلام هو ابن الشيخ وليس البكري.
1 / 24