* بسم الله الرحمن الرحيم
* مقدمة المحقق
( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها ، فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) صدق الله العظيم.
الحمد لله الذى خصنا ببيته المعظم قبلة.
الحمد لله الذى ولى وجه نبيه إلى بيته المحرم الذى حرام أرضه وصيده.
وصلاة وسلاما على من لا نبى بعده ؛ رضى الكعبة قبلة وأطاع أمر ربه فولى وجهه شطرها.
إن لمكة فى قلوب المسلمين مكانتها التى لا تنازع وإن فاخرتها المدينة الشريفة ويهفو إليها المسلمون من كل بقاع الأرض ، وكيف لا؟ وفيها قبلتهم التى يتوجهون إليها فى دعائهم لربهم وصلاتهم التى فرضت عليهم ، كما أن فيها مسقط رأس نبيهم ، ومشاعر حجهم ؛ خامس دعامة من دعائم ديننا الحنيف.
ولله در من قال :
أرض بها البيت المحرم قبلة
للعالمين له المساجد تعدل
পৃষ্ঠা ৯
وبعد :
ها هى موسوعة مكة والمدينة تتقدم بحمد الله تعالى كل يوم ، وتزداد شرفا بموضوعها.
وهى بهذا الكتاب تكون قد بلغت ثلاث كتب بعد تاريخ مكة للأزرقى ؛ بتحقيقنا بالاشتراك مع الأصدقاء عادل عبد الحميد العدوى ، وأشرف أحمد الجمال ، ونادى رجب وتحت إشراف أستاذنا الأستاذ سعيد عبد الفتاح ، وشفاء الغرام للتقى الفاسى بتحقيقنا أيضا بالاشتراك مع الأصدقاء أشرف أحمد الجمال ، وعادل عبد الحميد العدوى ، وبإشراف الأستاذ سعيد عبد الفتاح.
ولا يسعنى فى هذه العجالة إلا أن أتقدم بالشكر للأستاذ سعيد عبد الفتاح الذى بذل معنا جميعا جهدا لن يثيبه عليه حق الثواب إلا الله سبحانه وتعالى ، كما أتقدم بالشكر العميق لكل من ساهم ويساهم فى إخراج هذه الموسوعة للنور داعين الله سبحانه وتعالى أن يتمها كما يريد هو من خير ونفع ، وكما نحب من جزيل نعمه ، وعظيم مغفرته.
* * *
পৃষ্ঠা ১০
* المؤلف
هو : محمد بن أحمد بن محمد بن محمود النهروانى (أو) النهروالى ، ثم المكى ، الحنفى ؛ قطب الدين.
كنته جميع المصادر التى اعتمدنا عليها ب : قطب الدين ، وكنوا أباه ب : علاء الدين ، إلا أن ابن الحنبلى فى تاريخه سمى والده : على ، وكذلك صاحب هدية العارفين (6 : 255)، وقد صحح ابن العماد ذلك قائلا : «وذكره ابن الحنبلى فى تاريخه ، إلا أنه سمى والده : على ، والصحيح : الأول» (شذرات الذهب : 8 : 420).
ولد قطب الدين محمد بن أحمد النهروانى سنة 917 ه ، وقد اتفقت جميع المصادر على ذلك.
إلا أنهم اختلفوا فى سنة وفاته ؛ فقد ذكره ابن العماد من وفيات سنة تسعين وتسعمائة 990 ه ؛ يوم عاشوراء ، وتبعه فى ذلك صاحب معجم المؤلفين ، وغيره ، أما الزركلى فقد ذكر أنه من وفيات سنة 988 ه.
وقد ذكر صاحب شذرات الذهب شعر فى تاريخ وفاته لبعض فضلاء مكة :
يا من به طبنا وطاب الوجود
قد كنت بدرا فى سماء السعود
والنهروانى مؤرخ عاش فى مكة ، وتعلم بمصر ، ونصب مفتيا بمكة.
* * *
** أما نسبته :
فقد اختلف حولها المترجمون لحياته ؛ فقد نسبه الزركلى ل : نهروال ، ونسبته باقى المصادر ل : نهروان ، على حين وقف فؤاد سيزكين موقفا
পৃষ্ঠা ১১
محايدا ؛ حيث أقر منذ بداية الكلام عنه باستيعابه للرأيين قائلا : «النهروالى (أو) النهروانى».
أما نحن فمن جانبنا لم نستوعب هذا الاختلاف غير الواضح أو المبرر فى نسبة الرجل ، فقمنا بالبحث وراء الرجل لنستدل على ما يشفى غلتنا ، فلم نعثر إلا على ما يزيد التضارب ، فما كان أمامنا إلا البحث فى كتب البلدان ؛ التى أنكرت بدورها بالسلب معرفتها بما يسمى ب : نهروال هذه.
فقد ذكر ياقوت الحموى فى معجمه نهروان فقط قائلا : «نهروان ، وأكثر ما يجرى على الألسنة بكسر النون ، وهى ثلاثة نهروانات : الأعلى ، والأوسط ، والأسفل ؛ وهى : كورة واسعة بين بغداد ، وواسط من الجانب الشرقى.
حدها الأعلى متصل ببغداد ، وفيها عدة بلاد متوسطة ؛ منها : إسكاف ، وجرجرايا ، والصافية ، ودير قنى ، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب ، وهو نهر مبتدؤه قرب تامرا ، أو حلوان ، فإنى لا أحققه ....
قال ابن الكلبى : وفارس حفرت النهروان ، وكان اسمه : نهروانا ، أى : إن قل ماؤه عطش أهله ، وإن كثر غرقوا .....
ولهذا النهر اسمان : أحدهما فارسى ، والآخر سريانى ، فالفارسى : جوروان ، والسريانى تامرا.
فعرب الاسم الفارسى فقيل : نهروان ، والعامة يقولون : نهروان بكسر النون على خطأ.
وقد شك الحموى فى معرفته بالفارسية ، وراح يسأل أهل اللغة الفارسية أنفسهم عن معنى الكلمة التى لم يعرفوا هم أيضا : هل بين هذا اللفظ ومسماه توافق أم لا؟
فطرح ياقوت هو الآخر شكه حول معنى اللفظ قائلا : «ولعله باللغة الفهلوية».
পৃষ্ঠা ১২
ولكن ياقوت قبل أن يختتم الكلام عن هذا الموضع فتح علينا بابا آخر ؛ إذ أورد حكاية عن أبى عبد الله الحميدى طرحت أمامنا طريقا آخر سلكناه علنا نصل إلى شىء ، حيث قال : «قال أبو عبد الله الحميدى : قرأت بخط أبى الفرج المعافى بن زكرياء النهروانى القاضى ، قال : حججت سنة ، فكنت بمنى أيام التشريق إذ سمعت مناديا ينادى : يا أبا الفرج ، فقلت فى نفسى : لعله يريدنى ، ثم قلت : فى الناس خلق كثير ممن يكنى أبا الفرج ، فلعله يريد غيرى ، فلم أجبه ، فلما رأى أنه لا يجيبه أحد نادى : يا أبا الفرج المعافى ، فهممت أن أجيبه ، ثم قلت : يتفق من يكون اسمه المعافى ، وكنيته أبو الفرج ، فلم أجبه ، فرجع ونادى : يا أبا الفرج المعافى بن زكرياء النهروانى ، فقلت : لم يبق شك فى مناداته إياى ؛ إذ ذكر اسمى وكنيتى واسم أبى ، وما أنسب إليه ، فقلت له : ها أنا ذا ؛ ما تريد؟ فقال : ومن أنت؟ فقلت : أبو الفرج المعافى بن زكرياء النهروانى ، قال : فلعلك من نهروان الشرق؟ قلت : نعم ، قال : نحن نريد نهروان الغرب ، فعجبت من اتفاق الاسم والكنية واسم الأب وما أنسب إليه ، وعلمت أن بالمغرب موضعا يعرف ب : النهروان ، غير نهروان العراق».
ورغم المبالغة الواضحة فى كلام ياقوت إلا أننا افترضنا أن نهروان المغرب إن وجدت تكون باللام بدل النون ، فكان أمامنا «معجم ما استعجم» لأبى عبيد البكرى الأندلسى الذى يعد أقرب إلى المغرب من ياقوت الحموى ؛ لعله يثبت معرفة بما يسمى ب : نهروال هذه ، إلا أن أبا عبيد البكرى لم يذكر شيئا عن نهروال هذه ، ولو من بعيد ، كل ما ذكره سطورا قليلة عن نهروان العراق التى ذكرها ياقوت قائلا : «النهروان : بالعراق معلوم ؛ بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، وفتح الراء المهملة ، وبكسرها أيضا : نهروان ، وبضمها أيضا : نهروان ، ويقال أيضا بضم النون والراء معا : نهروان ؛ أربع لغات ، والهاء فى جميعها ساكنة.
قال الطرماح :
قل فى شط نهروان اغتماضى
ودعانى حب العيون المراض
পৃষ্ঠা ১৩
وبالنهروان أوقع على بن أبى طالب رضياللهعنه بالخوارج».
أخيرا : لم يكن أمامنا إلا أن نفترض أن نهروال لغة من نهروان ، وأن كليهما صحيح ، إلا أن حديثا شريفا صادفنا يحمل ضمن ألفاظه الشريفة هذا اللفظ ، ويثبته بالنون ، والحديث من سنن الدارمى ، يقول : من حديث أبى موسى عن أبى عبد الرحمن فى هؤلاء الذين جلسوا فى المسجد حلقا يعدون التسبيح والتكبير على الحصى ، وقد لام عليهم أبو عبد الرحمن ذلك ، قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ؛ ما أردنا إلا الخير ، قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا : أن قوما يقرءوون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، وأيم الله ما أدرى لعل أكثرهم منكم» ، ثم تولى عنهم ، فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يظاعنونا يوم النهروان من الخوارج».
قمنا بالبحث فى روايات أخرى للحديث عله يكون مرويا باللام بدل النون فى «نهروان» ، فلم نجد ، مما أكثر افتراضنا المبدئى من أن نهروال تحريف متأخر من نهروان ؛ وعليه فاسم الرجل : محمد بن أحمد بن محمد بن قاضيخان محمود ، قطب الدين النهروانى.
* * *
** أساتذته :
أخذ قطب الدين النهروانى العلم عن أساتذة كثيرين ؛ كان أولهم : والده ، ثم الشيخ عبد الحق السنباطى ؛ وهو أجل من أخذ عنه من المحدثين ، والشيخ محمد التونسى ، والشيخ ناصر اللقانى ، والشيخ أحمد بن يونس بن الشلبى ، وغيرهم.
* * *
** مؤلفاته :
وقد كان لقطب الدين النهروانى اهتمامات عديدة بالتاريخ والأدب والشعر ومؤلفاته خير شاهد على ذلك ، فمنها :
1 الإعلام بأعلام بيت الله الحرام ؛ وهو الكتاب الذى نحن بصدده الآن.
পৃষ্ঠা ১৪
2 البرق اليمانى فى الفتح العثمانى.
3 منتخب التاريخ (فى التراجم).
4 ابتهاج الإنسان والزمن فى الإحسان الواصل إلى الحرمين من اليمن لمولانا الباشا حسن ، وهو فى تاريخ مكة والمدينة وحسن باشا.
5 التمثيل والمحاضرة بالأبيات المفردة النادرة.
6 التذكرة.
7 الفوائد السنية فى الرحلة المدنية والرومية.
8 كنز الأسماء فى فن المعمى.
وله شعر رقيق فى الغزل والحكم.
وقد طبع من هذه المؤلفات كتابان :
1 الإعلام بأعلام بيت الله الحرام ، طبع طبعة محدودة فى مطبعة عبد الرازق سنة 1303 ه ، 1886 م ، وهى طبعة محدودة لم أعثر منها على نسخة.
كما طبع أيضا فى عوطا ليبسك سنة 1274 ه 1857 م باعتناء وستنفلد Wastenfeld ، وله مقدمة باللغة الألمانية.
2 البرق اليمانى فى الفتح العثمانى : وهو فى تاريخ اليمن من سنة 900 ه عند أول الفتح العثمانى على يد الوزير سليمان باشا إلى أيام المؤلف كما لم أعثر على نسخة من هذا الكتاب أيضا ، وقد طبع منه قسم مع ترجمة إلى اللغة البرتغالية فى ليزبون سنة 1893 م.
أما باقى مؤلفاته فلم تزل فى مخازن المخطوطات.
وقد ذكر ابن العماد أبيات رقيقة فى الغزل للنهروانى ؛ قطب الدين ؛ منها :
أقبل كالغصن حين يهتز
فى حلل دون لطفها الخز
পৃষ্ঠা ১৫
* نسخ الكتاب الخطية
ولهذا الكتاب نسخ عديدة ؛ تسع نسخ فى دار الكتب وحدها ، وهى :
1 النسخة رقم 847 تاريخ ، فى 204 ق. خط 1000 ه.
النسخة رقم 2169 تاريخ ، فى 298 ق خط 1182 ه.
النسخة رقم 2289 تاريخ ، فى 224 ق خط 1041 ه.
النسخة رقم 56 تاريخ تيمور ، فى 361 ص خط 1013 ه.
النسخة رقم 1496 تاريخ تيمور ، فى 349 ص ، بدون تاريخ.
النسخة رقم 245 تاريخ تيمور ، فى 50 ص ناقص ، خط 1242 ه.
النسخة رقم 530 زكية ، فى 427 ص ، خط 1061 ه.
النسخة رقم 1906 تاريخ طلعت ، فى 185 ق ، بدون تاريخ.
النسخة رقم 1907 تاريخ طلعت ، فى 200 ق ، خط 1067 ه.
وقد اعتمدنا من هذه النسخ التسع على نسختين.
** * النسخة الأولى :
هى النسخة رقم 847 تاريخ ، نسخة مكتوبة بخط معتاد ، منظمة ، مقروءة ، بلا أخطاء ، وبها عناوين فى الهامش ، مدادها أسود ، والعناوين بنفس المداد ولكن بخط أكبر. منسوخة من نسخة المؤلف.
وقد تم الفراغ من تأليف الكتاب كما فى النسخة سنة 985 ه ، وتم الفراغ من نسخ هذه النسخة من نسخة المؤلف سنة 1000 ه ، فهى أقدم النسخ المتاحة أمامنا.
يقول الناسخ : «وكان الفراغ من هذه النسخة المباركة ، والتاريخ العظيم المكى فى يوم الأربعاء ثامن عشر رجب المبارك سنة ألف من الهجرة تم.
পৃষ্ঠা ১৬
وتقع هذه النسخة فى 204 ق ، ومسطرتها 21 سطر ، من 9 : 10 كلمات فى السطر.
فى الورقة الأولى من هذه النسخة تجد تواريخ امتلاك النسخة وأسماء من ملكها بداية من سنة 1003 ه ، حتى 1071 ه.
وفى آخر ورقة من النسخة تجد فى الجانب : لا إله إلا الله ، ما أقرب الموت ، وما أسرع زوال الدنيا ، نسأل الله حسن الخاتمة لنا وللمسلمين. آمين على يد أحقر عبيد الله تعالى محمد الغمرى ، غفر الله له ولوالديه ولمن دعا له بالمغفرة ، ثم تجد خاتم دار الكتب السلطانية.
وهذه النسخة تحت ميكروفيلم رقم (34879) من دار الكتب المصرية ، وقد حصلنا منها على صورة ورقية ورمزنا لها بالرمز (أ).
** * النسخة الثانية :
هى النسخة رقم 2169 تاريخ ، خطها معتاد مقروء منظم إلا أن بها ساقط كثير قد يصل أحيانا إلى الصفحة ، وبها أخطاء لغوية ونحوية عديدة.
وهى منسوخة بالمداد الأسود ، والعناوين بخط أكبر ، وبمداد مختلف ، ويبدو أنها منسوخة من النسخة (أ)، وقد نسخت النسخة سنة 1183.
يقول الناسخ : «وكان الفراغ من هذه النسخة المباركة والتاريخ العظيم المكى على يد أحقر وأفقر العباد إلى ربه الغنى العفو الماجد أحمد بن حامد الجبرتى ، كان ذلك بعد مضى عشرين يوما من شهر شعبان المكرم من شهور سنة 1883 ..».
وتقع هذه النسخة فى 298 ق ، ومسطرتها (16) سطرا من 10 : 11 كلمة فى السطر.
وقد حصلت منها على صورة ورقية تحت ميكروفيلم رقم (40177) من دار الكتب المصرية ، وقد رمزت لهذه النسخة بالرمز (س).
* * *
পৃষ্ঠা ১৭
* منهج التحقيق
أولا : إن كثرة النسخ التى أمامنا بالرغم من أنها تتيح خروجا مشروعا إلا أنها تحير الباحث فى الاختيار ؛ فأى النسخ يختار إذا كانت النسخ جميعها جيدة.
لقد اعتمدنا على النسخ التسع إلا أننا ركزنا وأثبتنا للنسختين المذكورتين آنفا لأن إحداهما أقدم النسخ التسع ولأنها كذلك منسوخة من نسخة المؤلف.
أما النسخة (س) فقد كانت كاملة رغم الأخطاء النحوية التى تضمنتها وكذلك فقد رجحت أنها نسخت منها كما أوضحت فى إثبات خاتمة كل منهما.
** أما عن مشكلات كل من النسختين :
فإن مشكلات النسخة (أ) كانت قليلة جدا ، وكان نصها كاملا ومنضبطا والأخطاء الإملائية والنحوية قليلة كذلك.
أما النسخة (س): فقد كانت مليئة بالأخطاء الإملائية والنحوية ، وقد أشرنا إلى بعضها فى الهامش ، وأعرضنا عن الكثير ؛ قمنا بإصلاحه دون إشارة فإنها لا تؤثر على الرؤية العامة للنص.
أما عن ألفاظ الثناء على الذات الإلهية مثل : سبحانه وتعالى ، عز وجل ، فقد كانت مختلفة بين النسختين أيضا وقد أثبتنا ما هو مدون بالنسخة (أ).
وكذلك ألفاظ الثناء على النبى ، وألفاظ الثناء والترحيم على الأعلام مثل : صلى الله عليه وسلم ، و رحمه الله ، و رضياللهعنه ، فقد أثبتنا كذلك ما هو مدون فى النسخة (أ).
أما عن الساقط فى أى من النسختين فقد كان قليلا جدا ، وكان معظمه فى النسخة (س)، وقد وضعنا النقص بين معقوفتين ، وأشرنا إلى ذلك فى الهامش ، وقد نهجت فى تحقيقى لهذا الكتاب منهجا عليما.
পৃষ্ঠা ১৮
فقمت بتخريج الآيات من المصحف الشريف مبينا اسم السورة ، ورقم الآية ، ومكية ، أو مدنية.
قمت بكتابة تعريفات لبعض الأعلام المهمين الذين يجب أن يضاف إلى القارئ معلومات جديدة عنهم.
قمت بتخريج القبائل التى يضيف تخريجها جديدا فيما يطرحه النص.
كما قمت بتعريف الكتب والحديث عن مؤلفيها التى اعتمد عليها المؤلف.
كان تدخلى فى النص نادرا ومحسوبا ، فلم أتدخل بحذف أو زيادة إلا إذا اقتضى السياق ذلك ، وبعد الاطمئنان على النص كما أراد له مؤلفه كما كنت أشير إلى ذلك فى موضعه.
ألحقت الكتاب بفهرس شامل كما يتطلبه المنهج العلمى يتضمن الآتى :
1 فهرس الآيات القرآنية مبينا به رقم الآية واسم السورة ومكية أو مدنية.
2 فهرس الأحاديث النبوية.
3 فهرس الأشعار الواردة بالكتاب.
4 فهرس الأعلام.
5 فهرس البلدان والأماكن والمواضع التى وردت فى الكتاب.
6 كشاف عام للأصنام والقبائل والحيوانات والأيام وغير ذلك.
7 فهرس الكتب الواردة بالكتاب والتى اعتمد عليها المؤلف.
8 فهرس المراجع التى أعانت التحقيق.
9 فهرس المحتوى.
إن أحسنت فالحمد لله ، وإن أسأت فالله أسأل العون فى المرات القادمة.
* * *
পৃষ্ঠা ১৯
* صور ونماذج
* من المخطوطات
পৃষ্ঠা ২১
* بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى جعل المسجد الحرام أمنا ومثابة للناس ، وأمر بتطهير الكعبة ؛ البيت الحرام للطائفين والعاكفين ، وأزال عنها الخوف والبأس ، وقيض لعمارة حرمه الأمين الأعظم الخلفاء والسلاطين ، وأجلسهم على سرير السعادة أكرم إجلاس.
نحمده على حصول المراد ، ونشكره على الكرامة والإسعاد بهذا الحرم الشريف الذى سواء العاكف فيه والباد.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، البر السلام.
ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله ، المنزل عليه : ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام ) (1).
القائل : «من بنى مسجدا لله كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا فى الجنة» ، أى : دار السلام ، صلى الله عليه ، وعلى آله الكرام وصحبه العظام ؛ نجوم الدين ومصابيح الظلام ما طاف بالبيت العتيق طائف ، واعتكف بعرفات بالمشعر الحرام عاكف.
** أما بعد :
المنيف ، تشوقت نفسى إلى الاطلاع على علم الآثار ، وتشوفت إلى فن التاريخ وعلم الأخبار ، لاشتماله على حادث الزمان وما أبقاه الدهر من أخبار وقائع الدوران ، وأحوال السلف ما أبقوا من الآثار والأحداث بعد ما ساروا إلى الأجداث ، فإن فى ذلك عبرة لمن اعتبر ، وإيقاظا بحال من مضى
পৃষ্ঠা ২৯
وغبر ، وإعلاما بأن ساكن الدنيا على جناح سفر ، ومفاكهة للفضلاء وإفادة لمن تأتى بعد من البشر.
فإن من أرخ فقد حاسب على عمره ، ومن كتب وقائع أيامه فقد كتب كتابا إلى من بعده بحوادث دهره ، ومن قبل ما شاهد فقد أشهد على أحوال أهل عصره ما لم يكن فى عصره.
ومن كتب التاريخ فقد أهدى إلى من بعده أعمارا ، وبوأ مسامعهم وأبصارهم ديارا ما كانت لهم دارا ، وأسكن أهل الآفاق ببلاد ما كانت لهم مستقرا ولا دارا ...
فإننى إن أرى الديار بعينى
فلعلى أرى الديار بسمعى
ولقد أفادنا الأمم الماضون بأخبارهم ، وأطلعونا على ما دثر وبقى من آثارهم ، فأبصرنا ما لم نشاهده بأبصارهم ، وأحطنا بما لم نحط به خبرا من أخبارهم ، ف رحمهم الله تعالى أجمعين ، وبوأهم جنات عدن فيها خالدين ، لقد غرسوا حتى أكلنا ، وإننا لنغرس حتى تأكل الناس بعدنا ، فأردنا إفادة من بعدنا ببعض ما رأينا وشهدنا ، وإعلامهم ببعض ما شاهدنا وعهدنا وعلمنا من الدعاء لهم والاسترحام ، وطلبنا للمثوبة من الله البر السلام [] (1):
لم يبق منا غير آثارنا
وتنمحى من بعد أخلاق
** تنبيه :
لا يخفى على ضمائر أولى الأبصار ، وخواطر أهل الفضل الباهر ؛ أن المسجد الحرام الذى هو حرم آمن للأنام ؛ زاده الله شرفا وتعظيما ومنحة وعزا وعظمة ومهابة وتكريما ، أعظم مساجد الدنيا ، وأشرف مكان خصه الله تعالى بالشرف والعلياء ، يجب تعظيمه وتكريمه على كافة الأنام ؛ لا سيما سلاطين الإسلام ؛ الذين هم ظل الله فى العالم ، وخلائف الله فى الأرض على كافة بنى آدم.
পৃষ্ঠা ৩০
وقد بنى هذا المسجد ووسعه عدة من الخلفاء ؛ أمراء المؤمنين ، ونمقه ورسمه جملة من أكابر السلاطين ؛ كما سنشرحه ؛ إن شاء الله تعالى.
وقد كان آخر ما شاهدنا من آخر أيام الصبا إلى الكهولة : ما عمره المهدى (1) العباسى ، وزيادة دار الندوة للمعتضد العباسى (2)، وزيادة باب إبراهيم للمقتدر (3) العباسى.
ثم مالت الأروقة الثلاثة من الجانب (4) الشرقى من المسجد الحرام من سنة 90 ، وفارق السطح المتصل برباط المرحوم السلطان قايتباى ، والمدرسة الأفضلية لصاحب اليمن ؛ التى صارت الآن من وقف الخوجا ابن عباد الله ، وصاروا يرسمون ذلك من جانب السلطنة الشرعية ، فى أيام السلطان الأعظم الأكرم السلطان سليمان خان عليه من الله الرحمة والرضوان ، إلى أن مال
পৃষ্ঠা ৩১
هذا الجانب الشرقى ميلا ظاهرا محسوسا ، بحيث كان يخشى سقوطه ، ثم علق ، وأسند بالأخشاب فى أيام السلطان الأعظم والخاقان الأجل الأكرم ؛ ملك ملوك العصر والزمان ؛ الحكم السليم الكثير الإحسان ؛ السلطان السليم خان بن السلطان سليمان خان ، أنزل الله عليه شبائب الرحمة والغفران ، فعرض ذلك عليه ، فبرز أمره الشريف ببناء جميع المسجد من جوانبه الأربع على أحسن وضع وأجمل صورة ، وأمر أن يجعل مكان السطح قببا محكمة راسخة الأساس ، لأن خشب السقف يبلى بتقادم الزمان ، وتأكله الأرضة ، والقبب أمكن وأزين وأحسن ، وذلك فى سنة 979 ه.
فلما وصل الحكم الشريف ، شرع فيه لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة 98 ه ، على وجه جميل بغاية الإحكام والإتقان ، وأسس على التقوى من الله ورضوان ، إلى أن نقل من سرير سلطنة الدنيا إلى ملك لا يبلى وعز لا يفنى وسلطان لا يزول ونعيم لا ينفذ ولا يحول ؛ ( في جنة عالية لا تسمع فيها لاغية فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة ) (1).
ثم أكمل إتمام عمارة المسجد الحرام فى أيام دولة السلطان الأعظم الهمام الأجل عظما ملك ملوك الإسلام ، سلطان سلاطين الأرض ، مالك بساط البسيطة بالطول والعرض ، القائم بوظائف النفل والسنة والفرض ؛ جدار تدكار العلام ، وسلطانه ، وأمير المؤمنين ؛ الذى جلس على كرسى الخلافة ، فما قدر كسرى وإيوانه الذى غذى بلسان حب العدل والإحسان ، ونشأ على طاعة الله وعبادته منذ كان وإلى الآن ، وأحب العلماء والصلحاء ، وأمدهم بالخيرات الحسان ، إلى أن عجز عن القيام بحق شكره لسان كل ملسان ، مجدد معالم المسجد الحرام هو وأبوه وجده ، ومشيد مدارس العلوم الدينية ، وقد شملها سعده وجده ، ناشر ألوية الأمن والأمان فى جميع الممالك والبلاد ، ظل الله الممدود على كافة العباد ؛ السلطان الأعظم ، والليث
পৃষ্ঠা ৩২
الغشمشم ، والبحر العطمطم ؛ السلطان مراد ، جعل الله تعالى السلطنة والخلافة كلمة باقية فيه وفى عقبه إلى يوم التناد ، وأزال بنور عدله ظلم الظلم والفساد ، وشتت بسيف قهر شمله أهل الكفر والإلحاد ، وهدم بمعاول بأسه وسطوته الكنائس والبيع ، وعمر بصيت معدلته وصيب عدله ورأفته المساجد والجمع ؛ كما قال الله القوى القاهر فى محكم كتابه العظيم الباهر : ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ) (1).
وفى ذلك أقول :
إن سلطاننا مراد كظل الله فى الأر
رض ظاهر السلطان
ولما كان هذا البنيان العظيم الأركان أثرا باقيا على صفحات الزمان دلالا على عظم شأن من أمر به من أعيان الإنسان ؛ كما أشار إليه القائل فى سالف الزمان ؛ شعر :
إن البناء إذا تعاظم أمره
أضحى يدل على عظيم البانى
جمعت فى هذه الأوراق من أخبار ذلك بما رق وراق ، تسير به الركبان إلى سائر الآفاق ، وتسير فى صفحات الدهر كشمس الإشراق ، وتحفظ فى خزائن الملوك والسلاطين كأنفس الأغلاق.
وكان كتابا حسنا فى بابه ، ممتعا لمن تعلق فى أسبابه ، أنيسا تحلو (2) مؤانسته
পৃষ্ঠা ৩৩
وجليسا لا تمل مجالسته ، جمع ما بين لطائف تاريخية ، وأحكام شرعية ، وفوائد (1) بارعة ، ومواعظ نافعة ، وسميته : «الإعلام بأعلام بيت الله الحرام».
وخدمت به خزائن كتب هذا السلطان الأعظم ، الشاب الأعدل الأكرم ، المطيع لأمر الله وأمر خير الأنبياء صلى الله عليه وسلم ، أحد السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة تحت ظله ، ويشملهم بفيض فضله العظيم ، فلا فضل إلا فضله ، خلد الله تعالى على الإسلام والمسلمين ظلال سلطانه (2) القوى المتين ، لتأييد هذا الدين المبين ، وأنام الأنام فى ظل عدله وأمانه المكين ، وأبقاه على سرير السلطنة العادلة دهرا طويلا ، وثبته على نهج الكتاب والسنة : ( ولن تجد لسنة الله تبديلا ) (3).
والله أسأل أن يكسو هذا المؤلف حسن القبول جلبابا لا يخلق كر الليالى والأيام ، ويجعلنا من المقبولين فى بابه العالى ، الفائزين بالنظر إلى وجهه الكريم فى دار السلام ؛ آمين.
وقد رأينا أن نقسم هذا الكتاب المستطاب إلى مقدمة ، وعشرة أبواب ، وخاتمة ، والأبواب إلى فصول بحسب الاحتياج إليها ، وإلى الله المرجع والمآب.
* الباب الأول : فى ذكر وضع مكة المشرفة ؛ شرفها الله تعالى ، وحكم بيع دورها ، وإجازتها ، وحكم الجاورة بها.
* الباب الثانى : فى بيان الكعبة المعظمة ؛ زادها الله شرفا وتعظيما.
* الباب الثالث : فى بيان ما عليه وضع المسجد الحرام فى الجاهلية وصدر الإسلام.
* الباب الرابع : فى ذكر ما زاد العباسيون فى المسجد الحرام.
পৃষ্ঠা ৩৪
* الباب الخامس : فى ذكر الزيادتين اللتين زيدتا فى المسجد الحرام بعد التربيع الذى أمر به المهدى ( رحمه الله تعالى).
* الباب السادس : فى ذكر ما عمره ملوك الجراكسة فى المسجد الحرام.
* الباب السابع : فى ظهور ملوك آل عثمان خلد الله سلطنتهم إلى انقطاع الدوران.
* الباب الثامن : فى دولة السلطان المحفوف بالرحمة والرضوان ؛ السلطان الأعظم سليمان خان الثانى.
* الباب التاسع : فى دولة السلطان الأعظم الخاقانى ؛ السلطان سليم.
* الباب العاشر : فى سلطنة سلطان فريد العصر والزمان مولانا السلطان مراد خان.
* الخاتمة : فى ذكر المواضع المباركة ، والأماكن المأثورة المشرفة.
* * *
পৃষ্ঠা ৩৫
** المقدمة
* فى ذكر سندنا فيما ننقله فى كتابنا هذا من أخبار
* بلد الله الحرام إلى من ينقل عنه الوقوف والاعتماد
اعلم أن من بركة العلم نسبته إلى قائله ، وما لم يكن هناك سندين الناقل والراوى ومن ينقل عنه ، فلا اعتماد على ذلك النقل ، ولا بد أن يكون رجال السند موثقا بهم وإلا فلا اعتبار لتلك الرواية.
وأقدم مؤرخى مكة : أبو الوليد محمد بن عبد الكريم الأزرقى (1)، ثم الإمام أبو عبد الله ؛ محمد بن إسحاق بن العباس الفاكهى (2)، ثم قاضى القضاة ؛ السيد تقى الدين محمد بن أحمد بن على الحسينى الفاسى (3)، ثم المكى ، ثم الحافظ نجم الدين عمر بن محمد بن فهد الشافعى العلوى المكى ، ثم ولده الشيخ عز الدين عبد العزيز بن عمر بن فهد. وهذا الأخير ممن أدركناه ، ولنا عنه رواية.
فأما الأولون : قنذكر سندنا إليهم ليعتمد على نقلنا عنهم.
فأما أبو الوليد الأزرقى : فروينا مؤلفاته عن جماعة أجلاء أخيار وعلماء كبار ؛ منهم:
পৃষ্ঠা ৩৭