ইজাজুল কুরআন
إعجاز القرآن للباقلاني
তদারক
السيد أحمد صقر
প্রকাশক
دار المعارف
সংস্করণের সংখ্যা
الخامسة
প্রকাশনার বছর
١٩٩٧م
প্রকাশনার স্থান
مصر
على أنه لو كانوا صرفوا على ما ادعاه، لم يكن من قبلهم من أهل الجاهلية مصروفين عما كان يعدل به في الفصاحة والبلاغة وحسن النظم وعجيب الرصف.
لأنهم لم يتحدوا إليه، ولم تلزمهم حجته.
فلما لم يوجد في كلامه من قبله مثله، علم أن ما ادعاه القائل " بالصرفة " ظاهر البطلان.
وفيه معنى آخر، وهو: أن أهل الصنعة في هذا الشأن إذا سمعوا كلامًا مطمعًا لم يخف عليهم، ولم يشتبه لديهم.
ومن كان متناهيًا في فصاحته لم يجز أن يطمع في مثل هذا القرآن بحال.
فإن قال صاحب السؤال: إنه قد يطمع في ذلك.
قيل له: أنت تزيد على هذا فتزعم أن كلام الآدمي قد يضارع القرآن، وقد يزيد / عليه في الفصاحة ولا يتحاشاه، ويحسب أن ما ألفه (١) في الجزء والطفرة هو أبدع وأغرب من القرآن لفظًا ومعنى! ولكن ليس الكلام على ما يقدره مقدر في نفسه، ويحسبه ظان من أمره.
والمرجوع في هذا إلى جملة الفصحاء دون الآحاد.
ونحن نبين بعد هذا وجه امتناعه عن الفصيح البليغ، ونميزه في ذلك عن سائر أجناس الخطاب، ليعلم أن ما يقدره من مساواة كلام الناس به تقدير ظاهر الخطأ ببين الغلط، وإن هذا التقدير من جنس من حكى الله تعالى قوله في محكم كتابه: (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ، ثُمَّ قُتَلَ كَيْفَ قَدَّرَ، ثُمَّ نَظَرَ، ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ، ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ، فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ، إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرَ) (٢) فهم يعبرون عن دعواهم: أنهم يمكنهم أن يقولوا مثله، وأن (٣) ذلك من قول
البشر، لأن ما كان من قولهم فليس يقع فيه التفاضل إلى الحد الذى يتجاوز إمكان معارضته.
ومما يبطل ما ذكروه من القول " بالصرفة " أنه لو كانت المعارضة ممكنة - وإنما منع منها " الصرفة " - لم يكن الكلام معجزًا.
وإنما يكون المنع هو المعجز (٤)، فلا يتضمن الكلام فضيلة على غيره في نفسه.
_________
(١) م: " أن ما قد ألفه " (٢) سورة المدثر: ١٨ - ٢٥ (٣) س: " بأن " (٤) س: " المنع معجزا " (*)
1 / 30