ইব্রাহিম থানি
إبراهيم الثاني
জনগুলি
ويروح يفكر فى ميمى وحكمة هذا الطبع النادر، ويحمد الله لأنه وقاها الغيرة المرذولة التى تفسد حياة الرجل والمرأة جميعا.
وكانت ميمى هى التى أبت عليه أن يستخدم سيارته فى نزهاتهما. وقالت له: «إنك اشتريتها وأهديتها إلى تحية. فليس من اللائق أن تعود فتسلبها إياها وتتنزه بها معى. لا.. إنى لا أسيغ هذا.. فدع السيارة فما بنا حاجة إليها».
وكان إبراهيم قد حرص فى هذه المرة أن يكتم صلته بميمى عن تحية، حتى لا تتعذب كما تعذبت من جراء صلته بعايدة. وكان الكتمان يثقل عليه، ولكنه رآه أدعى لراحتها وراحته، وأرشد على العموم. وكانت ميمى تزور تحية غبا وتطيل فترات الغياب، وتتحرى أن تكون الزيارة فى وقت تعلم أن إبراهيم ليس فيه فى البيت، ولم يكن هذا بالعسير فقد كانت تطلعه على نياتها، فيتعمد الخروج قبل أن تأتى.
واتفق يوما أن كان إبراهيم ذاهبا مع تحية لقضاء حاجة من حاجات البيت التى لا تنتهى. وكانا فى السيارة، فوقفا على باب بقال كبير. وإذا بميمى وصادق خارجان من دكان يحملان لفافتين كبيرتين، فتبادلوا التحيات المألوفة. ودعت تحية ميمى إلى الانتظار ريثما تشترى ما تريد ثم تحملها معها لتخفف عنها هذا الحمل، فقبلت وذهبوا جميعا إلى بيت ميمى. ورضى إبراهيم وتحية أن يبقيا قليلا للقهوة أو الشاى، ولم يدر حديث يستحق الرواية. ولكن صادقا كان لا يكف عن لحظان إبراهيم وزوجته ولا يكاد يحول عينه عنهما. فلما انصرفا قال لميمى: «صديقك هذا.. أثق به وأرتاب فى آن معا. هيئته. كلامه. لهجته الرزينة الهادئة. إشاراته القليلة، بل النادرة. سكونه. كل ذلك يحملنى على الأطمئنان. ولكن عينيه.. نظراتهما تحيرنى. تشكنى أحيانا كأنما تريد أن تنفذ إلى ما تحت جلدى، وتغمض وتغيم أحيانا أخرى، حتى لأحسبه ذاهلا عن الدنيا وما فيها، فما يعنيه من الخلق شىء. هل هو يحب زوجته؟»
فقالت: «طبعا يحبها.. ما هذا الكلام الفارغ؟»
فهز رأسه وقال: «ربما.. لعلك أدرى.. ولكن من أدراك؟»
فقالت: «أما إنه لسؤال عجيب..».
فسألها: «أتعرفينه هو أو امرأته؟ أعنى أيهما صديقك؟»
قالت: «كلاهما».
قالى: «ولكنى أراك حفية به هو على الخصوص».
অজানা পৃষ্ঠা