158

ইব্রাহিম আবু আনবিয়া

إبراهيم أبو الأنبياء

জনগুলি

ومن يفطن لما حوله يفطن لهذا الشأن في كل عقيدة عظيمة، وكل فكرة عظيمة، وكل فاتحة عظيمة تتلوها الخواتيم على قدرها من العظمة.

فالنوع البشري لم يشرب قط فكرة عظيمة مع جرعة ماء، ولم يستكمل عقيدة عظيمة بين ليلة وصباح.

وندع الغيب وعلوم الأبد وننظر إلى الدنيا المشهودة ومادتها التي تتناولها الأيدي كل يوم.

فمن أقدم القدم نظر الإنسان في بنية المادة، ثم انقضى عشرون ألف سنة يصيب فيها ويخطئ ولما يدرك خصائص الذرة جميعا، ولما يفقه من خصائصها التي عرفها سرا لها وراء القشور.

وندع الزمن وتياراته الخفية وننظر إلى المكان وتياراته التي تقاس وتكال.

يهبط ماء النيل ماء طهورا من السماء، ويخترق الثرى فيأخذ من كل ما فيه من تراب وأذى، ومن صفاء وكدر، ويستفاد من الخليط كما يستفاد من الصفاء.

وهكذا كل ما يعبر طبيعة الإنسان وطبيعة الأرض، وطبيعة الدنيا وما فيها من أتربة الزمان وأتربة المكان. •••

تقبلها جملة أو ترفضها جملة، وتوازن بين الغنم والخسارة في الحالتين.

وازعم - إن شئت - أنه غنم أنت مخدوع فيه، ولكن تزعم أيضا أنك مخدوع في حب حياتك، فليست هي أفضل حياة، مخدوع في حب نسلك، فليس هو أولى بالبقاء في جميع الأحياء ... مخدوع في هذه الألوان والأصوات، فليست هي ألوانا ولا أصواتا، ولكنها هزات في الفضاء أو هزات في الهواء، وأنت مع هذا لا تعرف شيئا ما لم تعرفها بهذه الأسماء.

ولقد مرت بنا في أبواب هذه الرسالة أخلاط من طبائع الملايين يمزجون بها عقائد الروح، وأقداس الضمير، ولا ينفصل المزيج من المزيج في روح ولا ضمير.

অজানা পৃষ্ঠা