هكذا كان الشيخ العظيم فذا في عصره، وإماما يقتدى به في حياته وبعد مماته، ونجما متألقا لم يعتره أفول منذ ولد حتى اليوم، لم ير في عصره مثله ولم ير هو أحدا مثل نفسه كما قيل عنه بحق من بعض من ترجموا له، وكان وما يزال بحرا زخارا بالعلم ارتوى منه معاصروه، ويرتوي الناس منه في كل جيل وزمان ومكان.
الفصل الثاني
جهاده التتار وكفاحه الظلم والمنكرات
المؤمن الصادق القوي
الإسلام عقيدة وعلم، هو الاعتقاد والإيمان الصادق الذي لا ريب فيه بالله الواحد الأحد، مالك الأمر كله، وله مقاليد السماوات والأرض وما بينهما، وهو مع هذا عمل بما توجبه هذه العقيدة وتدفع إليه من شرائع وأحكام، وتعاليم وأخلاق وآداب.
ومتى صار الإنسان إلى هذه العقيدة فملكت عليه نفسه وقلبه، وأصبح لا يعيش إلا بها ولها؛ كان مؤمنا صادقا قويا حقا، وهان عليه كل أمر بعد ذلك، وعز به الإسلام والمسلمون كما كان شأن الصدر الأول من المسلمين ومن ساروا على طريقهم من بعد.
وفي هؤلاء المؤمنين وأمثالهم يقول الله تعالى:
إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ،
1
ويقول:
অজানা পৃষ্ঠা