5

Ibn Taymiyyah: His Life and Times, Opinions and Jurisprudence

ابن تيمية: حياته وعصره، آراؤه وفقهه

প্রকাশক

دار الفكر العربي

الدهشة لما يجىء به من آراء يحدد بها أمر هذه الأمة ، ويعيد إليها دينها غضاً قشيباً كما ابتدأ .

ذلكم الإمام الجرىء هو تقى الدين بن تيمية صاحب المواقف المشهودة ؛ والرسائل المنضودة ، اتجهت لدراسته مستعيناً بالله سبحانه ؛ لأن دراسته دراسة الجيل؛ وتعرف لقبس من النور أضاء فى دياجير الظلام، ولأن آراءه فى الفقه والعقائد تعتنقها الآن طائفة من الأمة الإسلامية تأخذ بالشريعة فى كل أحكامها. وقوانينها ؛ ولأننا نحن المصريين فى قوانين الزواج والوصية والوقف قد نهلنا. من آرائه ، فكثير مما اشتمل عليه القانون رقم ٢٥ لسنة ١٩٢٩ مأخوذ من. آرائه، مقتبس من اختياراته ، وشروط الواقفين والوصايا اقتبست أحكامها فى قانونى الوقف والوصية من أقواله .

ثم إن دراسة ذلك الإمام الجليل تعطينا صورة للفقيه قد اتصل بالحياة ، وتغلق قلبه وعقله وفكره بالكتاب والسنة والهدى النبوى ، والسلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، فهو يأتى بفكر سلفى سليم آخذ بأحكام القرآن الكريم ، والسنة النبوية ، يعالج به مشاكل الحياة الواقعة بالقسطاس المستقيم ، بل يلقى فى حقل الحياة العاملة الكادحة المتوثبة بالبذرة الصالحة التى استنبطها من الكتاب والسنة فتنبت الزرع، وتخرج الثمر ، وتؤتى أكلها كل حين بإذن ربها .

وإنا وقد اتجهنا إلى دراسة ذلك العالم الكاتب الخطيب المجاهد الذى حمل السيف والسنان ، كما حمل القلم والبيان ، سنجتهد فى دراسة حياته ، ومجاوبتها لروح عصره، وتأثيرها فيه ؛ ثم ندرس آراءه كعالم من علماء الكلام وآراءه كفقيه ؛ واجتهاده والأصول التى تقيد بها؛ ومقدار الصلة التى تربطه بالفقه الحنبلى . وإنا نستعين باللّه ، ونسأله التوفيق ، فإنه لولا توفيقه ما تيسر لنا أمر ، ولا وصلنا إلى غاية ، إنه نعم المولى ونعم النصير .

محمّد أبُوزَهِرة

4