ولم أكن أعلم أن البيرة ألوان، فأسرعت أقول: كما تريدين.
وتفرست الخادمة في عيني لحظة كأنها تسألهما: من أين؟
كانت الحركة قد دبت في جو الحانة منذ قليل، وعادت أصوات البشر والأكواب والملاعق يختلط بعضها ببعض من جديد. وأقبلت الخادمة بعد قليل تحمل صينية عليها زجاجة كبيرة ووجهها يتهلل بالسعادة. وملأت لي الكوب ثم رفعت عينيها إلي كأنها تستأذنني، ثم قالت: هل يسمح الهر؟
قلت: تفضلي. - الهر من أفريقيا؟
قلت: نعم. - من كينيا، أليس كذلك؟
فضحكت وقلت: وكيف عرفت؟ - الشعر الأسود، العيون السوداء.
قلت: لا، لم تخمني جيدا.
قالت: يا إلهي! إذن فأنت من الحبشة؟!
قلت: لا، من مصر.
فضربت صدرها بيدها وقالت: آه! إيجبتن! الأهرام وأبو الهول!
অজানা পৃষ্ঠা