وشغل سرجيوس منصور أو سرجيون الرومي، الذي أخبرنا المسعودي أنه قام بوظيفة الكاتب عند أربعة خلفاء،
32
مناصب عالية عند المسلمين. وكان لسرجيوس هذا ابن فاق أباه شهرة، وصار أحد آباء الروم ومن أوائل فلاسفة اللاهوت، وهو القديس يوحنا الدمشقي.
وأخيرا؛ غدا العلم والفلسفة لأربابهما سببا للمنزلة لدى أمراء المسلمين، وهم قد دخلوا في الإسلام بفعل البلاطات نهائيا. وإلى الخليفة أبي جعفر المنصور يعود شرف فتح عصر الدراسات العربية الكبير وتزيين الإمبراطورية الإسلامية بنور العلم؛ فقد أمر المنصور بأن ينقل إلى العربية كثير من كتب الأدب الأجنبية ككتاب «كليلة ودمنة»، و«السند هند»، ورسائل أرسطو الكثيرة في المنطق، و«المجسطي» لبطليموس، وكتاب «المقالات» لأقليدس، وكتب أخرى يونانية وبزنطية وفهلوية وفارسية وسريانية.
33
وقد ترجم كتاب كليلة ودمنة من قبل ابن المقفع، الذي كان من أشهر فضلاء ذلك الزمن، ويقال: إنه ترجم من الفهلوية والفارسية كتب ماني وبردزان ومرقون.
34
ويظهر أن العرب حولوا عيونهم - في ذلك الزمن - إلى فارس والهند على الخصوص، كمركزين للعرفان. ومع ذلك، فإن ابن المقفع ترجم خلاصة «العبارات» لأرسطو، وكان هذا العالم نفسه من أصل فارسي، وعاش في البصرة، وجلب إلى نفسه حقد الخليفة بسبب آرائه المشايعة لعلي وذريته؛ فقتل سنة 140.
35
وفي سنة 156 من الهجرة، يدخل هندي إلى بلاط المنصور، ويأتي بكتاب في الحساب والفلك الهندي،
অজানা পৃষ্ঠা