ইবন রুমি: তার কবিতা দিয়ে তার জীবন

আব্বাস মাহমুদ আল-আক্কাদ d. 1383 AH
65

ইবন রুমি: তার কবিতা দিয়ে তার জীবন

ابن الرومي: حياته من شعره

জনগুলি

أبهج بالشيء كنت أبهج به

وحسب من عاش من خلوقته

خلوقة تعتريه في أربه

وهكذا في الصغائر والكبائر، وفي وقائع العيش وخواطر السريرة، وفيما يلقى به الناس ويلقى به الله.

وقد تجد في الشعراء من تتعرف بعض وقائعه من قراءة شعره، ومن تستطلع خلائقه من ثنايا كلامه، ولكن ابن الرومي لا يحوجك إلى التعرف والاستطلاع؛ لأنه يعفيك من الملاحظة بما يقوم به هو من ملاحظة نفسه، وتقييد شوارد فكره، وهمسات فؤاده، وسبحات أحلامه، فكأنما هو رقيب على بواطنه وظواهره، وكأنما أعطي نفسه ليجربها ويقيد تجاربه فيها! فكان ديوان شعره كناشة الرقابة أعدها ليحصي فيها كل ما يحصيه الرقيب الحسيب.

هذه الخصلة في الشاعر تعوضنا كثيرا مما ضيعته التواريخ من حوادثه وأوصافه، فعلى ما جاء في ديوانه نعتمد في تصحيح الأخبار المسطورة وتكميلها على وجه نستوفي به الترجمة جهد المستطاع، فهو حسبك من مترجم لحياته وصافة لحقيقته. ولولا أن الشعر لا يسجل الأرقام ولا يتقصى كل ما فات الشاعر قبل أن يصبح شاعرا؛ لكان هو حسبك من رواية لا تحتاج بعده إلى تدوين رواية.

أصله ونشأته «ولد أبو الحسن علي بن العباس بن جريج الرومي يوم الأربعاء بعد طلوع الفجر، لليلتين خلتا من رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين، ببغداد في الموضع المعروف بالعقيقة ودرب الختلية في دار بإزاء قصر عيسى بن جعفر بن المنصور.»

وقد رجعنا إلى كتب المضاهاة بين التاريخ الهجري والتاريخين الميلادي والقبطي، فوجدنا في كتاب «التوفيقات الإلهامية»، لصاحبه محمد مختار باشا، أن أول رجب من تلك السنة يوافق الثلاثاء، الذي يقع في العشرين من شهر يونيو سنة 835 ميلادية، وفي السادس والعشرين من شهر بؤنة سنة 512 قبطية، فاليوم الثاني من رجب هو يوم أربعاء، وهو مما يحقق صحة تاريخ المولد الذي لم يختلف فيه مؤرخوه.

وكان ابن الرومي مولى لعبد الله بن عيسى بن جعفر بن المنصور، وجعفر هو الابن الثاني للمنصور لم يتول الملك، ولم تكن له ولاية عهد، ولا كانت بعده لأحد من ولده الذين نشأ فيهم الشاعر.

ولا يدع ابن الرومي مجالا للشك في أصله الرومي، فإنه يذكره ويؤكد في مواضع شتى من ديوانه كقوله:

অজানা পৃষ্ঠা