244

ইবন রুমি: তার কবিতা দিয়ে তার জীবন

ابن الرومي: حياته من شعره

জনগুলি

أفي الحق أن يمسوا خماصا وأنتم

يكاد أخوكم بطنه يتبعج

وتمشون مختالين في حجراتكم

ثقال الخطى أكفالكم تترجرج

وليدهم بادي الضوى، ووليدكم

من الريف ريان العظام خدلج

وقد بلغ من حبه في قلوب الناس أنه لما قتل التمس قتلته أحدا يعالج رأسه، كما تعالج رءوس القتلى لتحفظ وتنصب، فأعياهم أن يجدوه، وطال بحثهم عنه حتى عثروا برجل من أراذل السوقة رضي أن يصنع بالرأس ما لم يرضه الآخرون، ثم أرادوا نصبه في بغداد، فهاج أهلها وماجوا وخيفت الفتنة، فأنزلوه ولما يكد يرفع، ولم يعرف في تاريخ الطالبيين أحد حزن الناس لموته واضطربوا كحزنهم واضطرابهم لقتل يحيى بن عمر، ففي غضب ابن الرومي شيء كثير من غضب الشاعرية، أو من غضب السليقة الحساسة التي لا يسعها أن تهدأ وتفتر والقلوب حولها جائشة، والصدور مكظوظة، والطبائع نافرة. ولا ننسى أنه رثى يحيى وهو دون الثلاثين في سن للعاطفة عليها سلطان عظيم، وللحزم عليها سلطان ضعيف، ولكن أتراه - لولا العقيدة - كان يكرر هذا الغضب، ويخرج هذا الخروج عن الحذر؟ أكان يجازف بحياته ويقول في النونية أشد مما قال في الجيمية التي هيج لها هذا الهياج، وساوره فيها الحزن كما ساور ألوف المحزونين؟ •••

وبعد، فيجب أن نذكر في هذا السياق أن ابن الرومي رثى محمد بن عبد الله بن طاهر الذي تولى حرب يحيى، وجلس لقبول التهنئة بقتله، ففي هذه الملاحظة ما يجوز أن يلقي الشبهة على جده في التشيع، ولدده في الخصومة للمذهب، فإذا أردنا أن نذكر ذلك وجب أن نذكر معه أمورا كثيرة تصحح تلك الملاحظة، وترد تلك الشبهة، وهي أن ابن الرومي لم يكن قط لدودا في خصومة، ولا صارما في عصبية، وأن محمد بن عبد الله بن طاهر مات بعد مقتل يحيى بثلاث سنوات سكنت فيها سورة الحزن، وفترت حدة الغضب، وأن أبناء طاهر كانوا حماة لابن الرومي يمدحهم ويرثيهم، ويختلف إلى قصورهم، ويدخل فيما بينهم من منافسة ومصالحة بين أقطابهم، فأولى أن نذكر هنا أنه نسي ذلك كله وهجاهم وثار عليهم في سورة الحزن، فرماهم بما نسميه الآن «الخيانة العظمى»، واتهمهم بالكيد لبني علي وبني العباس على السواء، وأنهم يأتمرون بالدولة العربية الإسلامية ليقموا على أنقاضها دولة الفرس القديمة؛ فقال لهم في القصيدة الجيمية: إنكم لو أمكنتكم في الفريقين فرصة:

إذن لاستقدتم منهما وتر فارس

وإن ولياكم فالوشائج أوشج

অজানা পৃষ্ঠা