ইবন রুমি: তার কবিতা দিয়ে তার জীবন
ابن الرومي: حياته من شعره
জনগুলি
نعم كان فشله وحرمانه سببا لنفرة الناس منه واتهامهم إياه، فكانوا يلومونه على بلواه، ويعدونها من ذنوبه وخطاياه، وكان لومهم هذا بلاء فوق بلاء، وحسرة فوق حسرة، وشكاية أشد عليه من سائر الشكايات؛ لأنها تحرمه حق الشكاية:
يا رب ما أطول البلاء وما
أكثر في أن بليت لوامي
يلومني الناس أن حرمت وما
ألزمني الله غير إحرامي
فإذا شكا فهو مذنب، وإذا سكت فالرزيئة عنده أعظم من السكوت، وهذا آلم ما يبتلى به المنكوب وأظلمه وأدعاه إلى المزيد من نكبته وظلمه، ولكنه كذلك طبيعي مألوف في الناس؛ لأنهم لا يكلفون أنفسهم الرأفة بأحد إذا استطاعوا أن يحيلوا عليه جريرة خطاياه! فإذا حرم فما ذاك إلا لأنه محروم مستحق للحرمان بما جناه على نفسه، أو بما جناه عليه القضاء، وإذا كان كذلك فهم أولى بالإجفال منه والهرب من عدوى شقائه! وإلا فماذا يصنعون له وهو الجاني على نفسه؟ ثم ماذا يصنعون للقضاء ولا طاقة لهم برد القضاء؟ فمن حرم وفشل فليحرم أبدا وليفشل أبدا، وليكن مصابه حجة للمزيد من مصابه، ودليلا على شقاء مكتوب عليه لا خلاص منه، ولا للناس فيه حيلة!
وتضاف إلى ذلك الحرمان نكبات متواليات لا يد لمخلوق فيها، ولا هي مما يجنيه إنسان على نفسه، أو يرده إنسان عن حوزته، فتحق عليه تهمة الشؤم، وتثبت عليه مطاردة الأقدار، فلا رأي للعاقل إلا أن يفر منه، ويلتمس العصمة والأمان بالبعد عنه، وقد أطبقت على ابن الرومي النقمتان: نقمة الفشل والحرمان، ونقمة الفجائع في أهله وولده، والتلف في زرعه، والحريق في تراثه، والضياع في عقاره؛ فالرجل لا ريب مشئوم يستعاذ منه، وطريدة للأقدار لا يجيرها مجير وهو آمن على سربه، فمن غرر بنفسه وعالج خلاص الطريدة من القدر الذي يتعقبها، فهو مبتلى لا محالة بمثل بلائها، ثم لا يلومن إلا نحسه، ورأيا سخيفا سول له التورط في المهالك، وخيل إليه أنه مجير من قدرة الله، وراد لما لا مرد لحكمه.
وحق لأبناء القرن الثالث أن يخافوا المشئومين وطرداء القدر؛ لأنه كان عصر السعد والنحس والقلاقل والمفاجآت، مع الإيمان بما يصحب ذلك من الخرافات والأوهام؛ ولأنه العصر الذي تمت فيه ترجمة الكتب الهندية والفارسية، وشاعت بين المسلمين أحاديث النجوم والطوالع ما كان منها خرافيا كاذبا، وما كان من قبيل العلم الصحيح. وزاد في شيوع تلك الأحاديث أن الدولة كانت يومئذ للفرس، وأن آداب المجالس في قصور الملوك والشرفاء كانت آداب الفارسية، والناشئين في البلاد الفارسية، وكانت لهؤلاء ساعات للسعود وساعات للنحوس، ومقارنات بين الأفلاك يطيب معها الطعام والشراب تارة، ولا يطيبان تارة أخرى، بل كان لكل شيء في الأرض والسماء حسابه وأرصاده، وبشائره ونذره، فلا يسافر المسافر ولا يتحرك العامل إلا بعد استشارة للنجوم، وموافقة لأرصاد الطوالع. ولا عجب أن يدرج الفرس على ذلك وهم أمة عبدت الكواكب زمانا، وجعلت لها صفات الخير والشر، وأسندت إليها تدبير الحوادث، وتحويل الدول، وتقدير المقادير.
وكأنما شاءت الأقدار أن تهيئ للقرن الثالث كل أسباب العناية بالنجوم، فظهر في أوائله مذنب «هالي» الذي رأيناه هنا في دورته الأخيرة قبل نيف وثلاثين سنة، والذي قال فيه أبو تمام في تلك الأيام:
وخوفوا الناس من دهياء داهية
অজানা পৃষ্ঠা