135

ইবন রুমি: তার কবিতা দিয়ে তার জীবন

ابن الرومي: حياته من شعره

জনগুলি

ومن أصحاب هذا المزاج من يخاف الفضاء، أو يخاف الماء، أو يخاف حيوانات منزلية لا قوة لها ولا ضراوة كالقطط والكلاب والجرذان، فابن الرومي واحد من هؤلاء نحسب أنه كان مستعدا لهذه الهواجس طول حياته في صحته ومرضه، وفي شبابه ومشيبه، ونحسب أن استقصاءه للمعاني الشعرية والإلحاح في تفريعها وتقليب جوانبها إن هو إلا علامة خفيفة من علامات هذا الوسواس الذي لا يريح صاحبه، ولا يزال يشككه ويتقاضاه التثبت والاستدراك فيمعن ثم يمعن حتى لا يجد سبيلا إلى الإمعان.

ولكنه مع استعداده للهاجس في شبابه ومشيبه قد تمادى به الوسواس في أعوامه الأخيرة، حتى أصبح آفة متأصلة غلبت على أقواله وأفعاله جميعا، فليس له عنها محيص، فأفرط في الطيرة، واشتد خوفه من الماء لا يركبه ولو أدقع، ودعاه إلى ركوبه من يمنونه الأرفاد وحسن الضيافة، وصور لنا ما يعتريه من خوف الماء تصويرا لا يدل إلا على حالة مرضية، ولو كان التشبيه فيه من مجاز الشعر وتهويل الخيال. وهذا بعض ما قاله في مخاوفه وأهوال ركوبه:

ولو ثاب عقلي لم أدع ذكر بعضه

ولكنه من هوله غير ثائب ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...

أظل إذا هزته ريح ولألأت

له الشمس أمواجا طوال الغوارب

كأني أرى فيهن فرسان بهمة

يليحون نحوي بالسيوف القواضب

والماء الذي يصفه هنا هو ماء دجلة لا ماء البحر ولا ماء المحيط! •••

هذه الوساوس هي التي عناها الذين قالوا - في رواية المسعودي: «إنه كان الأغلب عليه من الأخلاط السوداء.» والذين روى عنهم المعري أنه «كان أدبه أكثر من عقله»، وهي التي وسمته في نظر أبناء عصره بسمة الركاكة والجنون. •••

অজানা পৃষ্ঠা