ইবনে মুকাফফাক: আদিবদের ইমাম (দ্বিতীয় খণ্ড)
ابن المقفع: أئمة الأدب (الجزء الثاني)
জনগুলি
نشأ ابن المقفع في أواخر الدولة الأموية يوم كان عنصره الفارسي مغلوبا على أمره خاضعا للعرب في الدين والدنيا، والعرب إذ ذاك يسمون الفرس بالموالي بعد أن كانوا يسمونهم في الجاهلية أبناء الأحرار.
وشهد ابن المقفع ثورة الفرس على العرب، تلك الثورة التي قادها أبو مسلم الخراساني، فكانت أكبر عامل في قيام الدولة العباسية وتقويض الدولة الأموية، فتنفس الفرس الصعداء وثأروا لتيجان الأكاسرة من عمائم العرب.
ولقد كان مروان بن محمد - آخر خلفاء الأمويين المتعصبين للعرب - يحذر قومه من الدعوة العباسية المستنصرة بالعجم، إذ كتب عنه كاتبه عبد الحميد بن يحيى رسالة لفرق العرب حين فاض العجم من خراسان بشعار السواد قائمين بالدولة العباسية، قال فيها: «فلا تمكنوا ناصية الدولة العربية من يد الفئة العجمية، واثبتوا ريثما تنجلي هذه الغمرة ونصحو من هذه السكرة، فسينضب السيل وتمحى آية الليل، والله مع الصابرين، والعاقبة للمتقين.»
ولكن قضي الأمر، فانقرضت دولة بني أمية وقامت دولة بني العباس، ولم ينس بطلهم أبو جعفر المنصور صنيعة الفرس، فأقصى العرب عن أعمال الدولة واستوزر من الفرس واستعمل واستقضى، وكان من الوصايا التي بنيت عليها سياسة الدعوة العباسية: «إن قدرت أن لا تبقي بخراسان من يتكلم بالعربية فافعل.»
على أن أبا جعفر كان أحزم من أن يدع غلاة الفرس يعيدون الدولة الفارسية كسروية كما كانت قبل الفتح العربي، فمكر بهم ومكروا به حتى قتل أبا مسلم، راميا من وراء ذلك أن يضع حدا لأحلامهم، وله من خطبة بالمدائن بعد قتل أبي مسلم: «إن من نازعنا عروة هذا القميص أجززناه خبيء هذا الغمد، وإن أبا مسلم بايعنا وبايع الناس لنا على أن من نكث بنا فقد أباح دمه، ثم نكث بنا فحكمنا عليه حكمه على غيره، ولم تمنعنا رعاية الحق له من إقامة الحق عليه.»
وكأن هذا الدواء لم يكن حاسما، فخرج في خراسان رجل مجوسي اسمه سنباذ، كان من أصحاب أبي مسلم وصنائعه، فأظهر غضبا لقتل أبي مسلم، وأعلن أنه يريد أن يمضي إلى الحجاز ويهدم الكعبة، وتبعه كثير من المجوس والمزدكية والرافضة والمشبهة، ولكن المنصور أبادهم أيضا.
وأخذ أبو مسلم بعد قتله صفة دينية، فالمسلمية - وهم أصحابه - يعتقدون إمامته، ويقولون إنه حي يرزق، وإنه سيخرج إليهم، وعلى هذه العقيدة قام إسحاق التركي أحد أصحاب أبي مسلم وادعى أن أبا مسلم رسول بعثه زرادشت صاحب دين الفرس.
فانظر كيف حاول غلاة الفرس أن يستعيدوا ملكهم ودينهم ولغتهم؟! ولكن بالرغم من كل ذلك فقد كان من المستحيل أن تتحقق أمانيهم بعد أن دان أكثر الفرس بالإسلام وشاعت بينهم العربية.
ومهما يكن فلقد أصبح لهم في دولة بني العباس من نفوذ الأمر وخطر الشأن ما ليس بالقليل، فانتعشت عاداتهم وبعثت أعيادهم كالنوروز والمهرجان والرام والسذق،
1
অজানা পৃষ্ঠা