ইবনে মুকাফফাক: আদিবদের ইমাম (দ্বিতীয় খণ্ড)
ابن المقفع: أئمة الأدب (الجزء الثاني)
জনগুলি
ولم أرد بهذا الثناء عليك تزكيتك ليكون ذلك قربة عندك وآخية لي لديك، ولكن تحريت فيما وصفت من ذلك الحق والصدق، وتنكبت الإثم والباطل، فإن القليل من الصدق البريء من الكذب أفضل من كثير الصدق المشوب بالباطل.
ولقد وصفت من مناقبك ومحاسن أمورك، وإني لأخاف الفتنة عليك حين تسمع بتزكية نفسك وذكري ما ذكرت من فضلك؛ لأن المدح مفسدة للقلب مبعثة للعجب، ثم رجوت لك المنعة والعصمة؛ لأني لم أذكر إلا حقا، والحق ينفي من اللبيب العجب وخيلاء الكبر، ويحمله على الاقتصاد والتواضع.
وقد رأيت - إذ كنت في الفضل والوفاء على ما وصفت منك - أن آخذ بنصيبي من ودك، وأصل وثيقة حبلي بحبلك، فيجري بيننا من الإخاء أواصر الأسباب التي بها يستحكم الود ويدوم العهد، وعلمت أن تركي ذلك غبن، وإضاعتي إياه جهل؛ لأن التارك للحظ داخل في الغبن، والعائد عن الرشد مرجف إلى الغي، فارغب من ودي فيما رغبت فيه من ودك، فإني لم أدع شيئا أستتلي به منك الرغبة وأجتر به منك المودة إلا وقد اقتدت إليك ذريعته وأعملت نحوك مطيته، لترى حرصي على مودتك ورغبتي في مؤاخاتك، والسلام.» (6)
وكتب في السلامة جوابا: «أما بعد، فقد أتاني كتابك فيما أخبرتنا عنه من صلاحك وصلاح من قبلك، وفي الذي ذكرت من ذلك نعمة مجللة عظيمة يحمد عليها وليها المنعم المتفضل المحمود، ونسأله أن يلهمنا وإياك من شكره وذكره ما به مزيدها وتأدية حقها.
وسألت أن أكتب إليك بخبرنا ونحن من عافية الله وكفايته ودفاعه على حال لو أطنبت في ذكرها لم يكن في ذلك إحصاء للنعمة ولا اعتراف بكنه الحق، فنرغب للذي تزداد نعمه علينا في كل يوم وليلة تظاهرا ألا يجعل شكرنا منقوصا ولا مدخولا، وأن يرزقنا من كل نعمة كفاءها من المعرفة بفضله فيها والعمل في أداء حقها، إنه ولي قدير.»
تحميد لابن المقفع
الحمد لله ذي العظمة القاهرة والآلاء الظاهرة، الذي لا يعجزه شيء ولا يمتنع منه، ولا يدفع قضاؤه ولا أمره، وإنما قوله إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.
والحمد لله الذي خلق الخلق بعلمه، ودبر الأمور بحكمه، وأنفذ فيما اختار واصطفى منها عزمه بقدرة منه عليها وملكة منه لها، لا معقب لحكمه، ولا شريك له في شيء من الأمور، يخلق ما يشاء ويختار ما كان للناس الخيرة في شيء من أمورهم، سبحان الله وتعالى عما يشركون.
والحمد لله الذي جعل صفو ما اختار من الأمور دينه الذي ارتضى لنفسه ولمن أراد كرامته من عباده، فقام به ملائكته المقربون يعظمون جلاله ويقدسون أسماءه ويذكرون آلاءه، لا يستحسرون عن عبادته ولا يستكبرون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون، وقام به من اختار من أنبيائه وخلفائه وأوليائه في أرضه، يطيعون أمره ويذبون عن محارمه ويصدقون بوعده ويوفون بعهده ويأخذون بحقه ويجاهدون عدوه، وكان لهم عندما وعدهم من تصديقه قولهم وإفلاجه حجتهم وإعزازه دينهم وإظهاره حقهم وتمكينه لهم، وكان لعدوه وعدوهم عندما أوعدهم من خزيه وإخلاله بأسهم وانتقامه منهم وغضبه عليهم، مضى على ذلك أمره، ونفذ فيه قضاؤه فيما مضى وهو ممضيه ومنفذه على ذلك فيما بقي ليتمه ولو كره الكافرون؛ ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون.
والحمد لله الذي لا يقضي الأمور ولا يدبرها غيره، ابتدأها بعلمه وأمضاها بقدرته، وهو وليها ومنتهاها وولي الخيرة فيها، والإمضاء لما أحب أن يمضي منها، يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة، سبحان الله وتعالى عما يشركون.
অজানা পৃষ্ঠা