ইবনে মুকাফফাক: আদিবদের ইমাম (দ্বিতীয় খণ্ড)
ابن المقفع: أئمة الأدب (الجزء الثاني)
জনগুলি
وتأدب عليه بعض بني إسماعيل بن علي والي الأهواز ثم الموصل، ولعل ذلك السبب في عده من المعلمين، قال الجاحظ: «ومن المعلمين ثم البلغاء المتأدبين عبد الله بن المقفع ...»
وكتب لسليمان بن علي أيام ولايته على البصرة وأعمالها، وقد دامت ولايته على البصرة من سنة 133 في خلافة السفاح إلى سنة 139 حين عزله أبو جعفر المنصور وولى مكانه سفيان بن معاوية الذي قتل ابن المقفع، وقد مات سليمان هذا سنة 142، وهي السنة التي قتل فيها ابن المقفع.
ولما خرج عبد الله بن علي والي الشام على ابن أخيه المنصور بالشام والجزيرة سنة 137 وهزمه المنصور؛ فر عبد الله إلى البصرة واحتمى بأخويه: سليمان وعيسى، وبقي هناك إلى أن عزل أخوه سليمان سنة 139، فاختفى عبد الله خوفا من المنصور، فطلبه المنصور من سليمان وعيسى فأبيا أن يسلماه إياه إلا بأمان يمليان شروطه، وكتب هذا الأمان عبد الله بن المقفع وتشدد به وتصعب، وكان من جملة ما كتبه: «ومتى غدر أمير المؤمنين بعمه عبد الله فنساؤه طوالق ودوابه حبس وعبيده أحرار، والمسلمون في حل من بيعته.» فأحفظ ذلك أبا جعفر واشتد عليه، وكان من جملة الأسباب الداعية لقتله كما سيأتي، ولا بد من أن يكون كتب كثيرا عن هؤلاء الأمراء الثلاثة، ولكن لم يصل إلينا شيء مما كتبه عنهم على التعيين، إلا أن هناك رسالة تعرف برسالة الصحابة لا يبعد أن يكون ابن المقفع كتبها عن سليمان بن علي أيام إمارته على البصرة وبعث بها إلى المنصور يذكره بأمور تتعلق بأمور الدولة وسياستها، وهي تشابه من بعض الوجوه التقارير التي يرفعها رجال الدولة اليوم إلى الملوك.
ابن المقفع وسفيان بن معاوية
في سنة 139 عزل المنصور عمه سليمان بن علي عن البصرة وأعمالها، وولى مكانه سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة، وفي نفس المنصور موجدة على سليمان الذي حمى أخاه عبد الله الخارج على الخليفة ولم يسلمه إلا بأمان تشدد ابن المقفع في شروطه فأحفظ المنصور وغاظه، ولا مرية في أن المنصور أراد بتولية سفيان أن يقلم أظفار أعمامه، فاستلم عمه عبد الله بن علي وجعله في حبسه وأبقى على سليمان في البصرة، ولكن ابن المقفع لم يملأ عينه سفيان هذا، فكان يسخر به ويتنادر عليه ويعرض به وينال من أمه، فإذا دخل عليه قال: السلام عليكما. يريد سفيان وأنفه؛ لأنه كان كبير الأنف، وقال له يوما: ما تقول في شخص خلف زوجا وزوجة؟ وقال سفيان يوما: ما ندمت على سكوت قط. فقال له ابن المقفع: الخرس زين لك، فكيف تندم عليه؟ فكان سفيان يحقد عليه ويقول: والله لأقطعنه إربا إربا وعينه تنظر. وقد بر بقسمه فقتله شر قتلة، اختلفت الرواية في شكلها ولم تختلف في فظاعتها، فقيل: ألقاه في بئر وردم عليه الحجارة. وقيل: أدخله حماما وأغلق عليه بابه فاختنق. وقيل: بل أمر به فقطعت أعضاؤه عضوا عضوا وألقيت في التنور وهو ينظر إليها حتى أتى على جميع جسده، ثم أطبق عليه التنور. وقال: ليس علي في هذه المثلة بك حرج؛ لأنك زنديق وقد أفسدت الناس. وكان ذلك سنة 142 وعمر ابن المقفع يومئذ ست وثلاثون سنة، وخلف ولدا اسمه محمد.
غضب سليمان وعيسى ابنا علي لذلك وخاصما سفيان بن معاوية إلى المنصور، وأحضراه بين يديه مقيدا، وجاءا بالشهود الذين رأوا ابن المقفع دخل داره ولم يخرج، فأدوا الشهادة على ذلك، ولكن المنصور الذي كان يحقد على ابن المقفع شروط ذلك الأمان الذي سبقت الإشارة إليه قال للشهود: أنا أنظر في هذا الأمر. ثم قال أيضا: أرأيتم إن قتلت سفيان به، ثم خرج ابن المقفع من هذا البيت - وأشار إلى باب خلفه - وخاطبكم، ما تروني صانعا بكم؟ أأقتلكم بسفيان؟ فرجع الشهود عن الشهادة، وعلم سليمان وعيسى أنه قتل بعلم المنصور، وهكذا ذهب دم ابن المقفع هدرا، ويرجح المؤرخون أن المنصور هو الذي أمر سفيان بقتله، ويظهر أنه اضطهد قبل قتله، قال ابن قتيبة في عيون الأخبار: كان ابن المقفع محبوسا في خراج كان عليه وكان يعذب، فلما طال ذلك وخشي على نفسه تعين من صاحب العذاب مائة ألف درهم، فكان بعد ذلك يرفق به إبقاء على ماله.
علمه وأدبه
جمع ابن المقفع بين ثقافتي العرب والفرس، وإذا قلنا ثقافة الفرس ضممنا إليها حكمة الهنود وفلسفة اليونان؛ لأن الفرس ترجموا كتب الهند واليونان لا سيما والإسكندر فتح بلاد فارس، فشاعت بها الفلسفة اليونانية، وابن المقفع ترجم عن الفارسية كتبا من وضع الهند واليونان، منها أدبي ومنها فلسفي مثل كتب المنطق، وذلك لا يكفي للقيام به معرفة اللغة المترجم عنها فقط، بل يقتضي إتقان علم المنطق والتبصر به، قال القفطي في أخبار الحكماء: ابن المقفع أول من اعتنى في الملة الإسلامية بترجمة الكتب المنطقية لأبي جعفر المنصور ، فهو في هذا العلم معدود من الأوائل، وله فضيلة السبق في نقله إلى العربية، وكذلك فإن بعض المستشرقين يظن أن ابن المقفع هو الذي شرع طريقة تدوين التاريخ في اللغة العربية؛ لأنه ترجم كتاب خداينامه «سير ملوك العجم»، فكان مثالا للعرب في كتابة التاريخ.
أما بلاغته، فإنه أحد بلغاء الناس العشرة، بل هو معدود في طليعتهم، وهاك أسماءهم كما رتبها ابن النديم: «عبد الله بن المقفع، عمارة بن حمزة، حجر بن محمد، محمد بن حجر، أنس بن أبي شيخ، سالم، مسعدة، الهرير، عبد الجبار بن عدي، أحمد بن يوسف.»
وسواء أكان بلغاء الناس عشرة أم أكثر أم أقل، فابن المقفع في السابقين منهم، وقل منهم من اجتمع له من أدوات النبوغ كما اجتمع لابن المقفع: علم واسع، وعقل راجح، وذكاء حاد، وطبع فياض، ولغة شريفة، وقد قيل: لم يكن للعرب بعد الصحابة أذكى من الخليل بن أحمد، ولا كان في العجم أذكى من ابن المقفع، ولقد كان الخليل يحب أن يجتمع بابن المقفع، فجمع بينهما عباد بن عباد المهلبي، فمكثا ثلاثة أيام ولياليهن يتحادثان، فلما افترقا سئل الخليل عن ابن المقفع فقال: ما شئت من علم وأدب إلا أن علمه أكثر من عقله. وسئل ابن المقفع عن الخليل فقال: ما شئت من علم وأدب إلا أن عقله أكثر من علمه.
অজানা পৃষ্ঠা