ইবনে ইনসান: একজন নবির জীবন
ابن الإنسان: حياة نبي
জনগুলি
ولم يدفعه هؤلاء الجنود إلى الأمام بقسوة؟ أهؤلاء الجنود من الأشرار إذن؟ هم ينفذون ما أمروا به، وآمرهم قائد المائة لا يعمل بغير ما يريده الكهنة، وإذا كان الكهنة لا يعرفون الله؛ فما هو ذنبهم؟ هم يجهلون بالحقيقة من يقتلون، ويجهلون ماذا يصنعون، مع أن الله قد يكون قريبا منهم بأكثر مما يشعرون. أجل، تدل ملامحهم على ما فيهم من غلظة؛ ولكن الجمهور هو الذي يحثهم، وبيلاطس نفسه هو أيضا عبد الجمهور في نهاية الأمر. ألا إن «حديث ساعة مع الروماني تكفي لحمله على اتباعي، فإلى أين؟ لنرجع إلى شاطئ بحر الجليل، فالفاكهة لا تنضج هنا، وأورشليم ليست إلا محل حجارة.»
الصليب ثقيل عليه؛ فلم تجف عصارة خشبه، وذلك الذي يمشي من هنالك شاب قوي، فليحمله بدلا من المدين، فالمسافة التي بقيت قصيرة ... يدل وجهه على الخير، وهو يحمل صليب غيره، وينال البشارة من حيث لا يدري، وبه ينضم إلى يسوع تلميذ، فأين الآخرون إذن؟
ويتقدم الصليب الموكب على كتفي ذلك الفتى المفتول الساعدين مترجحا، ويمتقع يسوع ويبدو طاعنا في السن بغتة، ويدفعه الجنود بشدة.
ويسير قائد المائة راكبا حصانا صامتا عابسا على طرف الطريق، ويبدو هو وجنوده متأففين؛ فهؤلاء يرون أن القيام بأعمال الجلادين لا يلائم كرامة الجندي، وقد اضطروا في المرة الأخيرة إلى البقاء يومين تحت الصليب ريثما مات المصلوب.
وتسبق أولئك كتيبة أخرى إلى التل فتدق وتسمر، فهنالك يوجد أيضا يهوديان آخران من القتلة واللصوص يجب صلبهما، وبعض الجنود يوسعون الحفر في الأرض، وبعضهم يسمرون ذينك الرجلين على الصليبين الممدودين على الأرض، ويقاوم أحدهما فيزجر بأيد قوية، ويتجاهلون صراخه، وتسمر كل واحدة من يديه بمسمارين عظيمين، وتوضع إحدى رجليه فوق الأخرى، فتسمران بمسمار كبير واحد، ويكون التسمير متينا توفيرا للحبل، ويسند الجسم إلى مقعد مائل، وتسند الرجلان إلى لوح؛ لكيلا تزلقا فتجرا الجسم، ويجر الجنود ذينك الصليبين فيدنونهما من الحفرتين، فينادون رفقاءهم ليساعدوهم على نصبهما وتركيزهما، وإملاء تينك الحفرتين بسرعة، وينصب الصليبان مع الرجلين الصارخين ألما في جو حار خانق ...
ويرى يسوع ذلك كما لو كان في منام، فيجد أن ذينك الرجلين من القتلة واللصوص قد ضلا فحوكما، فنفذ حكم الإعدام فيهما، كما يدل على ذلك اللوحان الصغيران المسمران في أعلى الصليبين، والمكتوب عليهما في لغات ثلاث: الحكم ونوع الجرم، ولا بد من أن يوضع على صليبه مثل ذينك اللوحين، فينظر فيجد الجندي الغليظ الذي كان يرفسه منذ هنيهة يسمر في أعلى صليبه الخاص الممدود على الأرض لوحة مكتوبا عليها: «ملك اليهود»، فهل حدث أن انتحل هذا؟ أليس ما يقع هنا غير وهم، أو أثر جنون أناس أصابهم الله بالعمى؟ سيكشف الأب الغطاء عن الحق ويتجلى مجده حالا!
وإنه ليفكر ويأمل إذ يشعر بأيد هائلة ذات أظفار تمسك ذراعيه بغلظة، وتطرحه على الصليب، فيبدو له مسمار عظيم، فيستولي عليه ذعر، فيغمى عليه من شدة الألم.
ويصحو، ويشعر بالتهاب جروحه، ويعلم أين هو من الصليبين القائمين عن يمينه وعن شماله؛ فهو لم يصح في السماوات! ويرى في أسفله جنودا يقصفون
2
ويلعبون النرد، ويتبين رداءه على الأرض فيرى اللاعبين يقترعون عليه، ويألم ويتنهد. وينظر أحد أولئك إليه، ويشير رجل آخر فترفع إلى شفتيه إسفنجة مبللة كي يشرب منها؛ لما في هذا من تخفيف آلامه.
অজানা পৃষ্ঠা