ইবনে ইনসান: একজন নবির জীবন
ابن الإنسان: حياة نبي
জনগুলি
أتلك سوق؟ أيهزأ بهم الدليل؟ أيبدأ بإراءتهم مركز الحياة الفاسقة قبل أن يسير بهم إلى الهيكل؟ أهنا الهيكل؟ أمكان الشغب هذا هو بيت الله حقا؟ قد يسود هذه الرداه الرخامية الصاخبة إله شديد، أو رئيس دولة، أو قاض منتقم، لا الأب اللطيف الذي سمع يسوع صوته في الجليل، ولا يجد النبي حوله غير الضوضاء والهياج، ويؤخذ إلى الباب الشرقي الأساسي المعروف بباب شوشن، فيكاد يخلع نعليه ويضعهما مع عصاه جانبا وفق أحكام الشريعة، فيدهش من عدم وجود أحد من ألوف الذين يصعدون مسرعين في الدرج يصنع ذلك، فيرى أنه في ساحة الوثنيين، وأن ذلك الجمع مؤلف من مشركين أتوا للاطلاع لا للعبادة. ويؤيد وجهة نظره هذه ما يسمعه من غريب اللهجات، وما في الإعلان المكتوب بثلاث لغات من الأمر بالوقوف هنالك، ومن إنذار من يجاوز الحد من غير المختونين بالموت. ويأتي الصوت من الداخل حيث الرواق المسقوف.
يسوع والمرأة الزانية.
ويبلغ يسوع وسط الرواق، ويهاجم ببحر من الصراخ متموج صعودا وهبوطا بين بلاط كثيرة الألوان وسقف من خشب الأرز، وتثغو الشياه قطيعا قطيعا حول باعتها الجالسين على الأرض. ويقف يسوع مبهوتا حين يشاهد هؤلاء البائعين ينادون الحجاج ليحملوهم على اشتراء أحسن الضأن وأسمنها، وحين يرى تجارا وزبنا يساومون محركين أيديهم على حين تبحث العجول عن أماتها وهي تخور، وحين يبصر بالقرب من هذا الركن باعة الحمام يعرضون طيورهم للبيع وهم يرفعونها مربوطة الأرجل زوجين زوجين، فتصفق بأجنحتها جافلة، وحين يسمع الخمار صاحب القنينة الملفوفة بالموص
12
والزيات الجالس القرفصاء بجانبه يدعوان المشترين إلى ابتياع ما عندهما، وحين ينظر آخرين يسعون إلى بيع أكياس القمح والملح إلخ ، فيظن يسوع ذلك كله حلما في الكرى لا تقاس به أحلامه في الجليل.
ويدفع الجمهور يسوع فيفصله عن أصحابه، فيجد نفسه وحيدا بين أوباش، وترن على مائدة صراف نقود وتتدحرج، ويؤدي الصيارفة إلى الغرباء ما يصح دفعه إلى الهيكل من النقود بدل ما عندهم، ويهز الصيارفة أكياسهم معلنين أنهم يستبقون لأنفسهم السدس وفقا لنظام الهيكل ما أذن لهم الكهنوت في ذلك واعترف بهم، ويساوم الغرباء رافضين أن يأخذ الصراف السدس منهم، فيرضى صراف آخر بأخذ السبع فقط، فيعلن الصراف الأول عدم استقامة هذا الآخر فيشي به، ويعد الجميع ويحسبون، ويروزون الذهب والفضة والنحاس، فتثير هذه المناظر غضب يسوع، وما هز يسوع في اليوم الأخير من رحلته، وما أحسه من القلق والهوان والغيظ والتردد والأمل واليأس منذ دخوله المدينة المقدسة، وما اتفق له من قصد الهيكل، كلها أمور حرمته النوم وشهوة الطعام، والصولة التي ساورته بعد مغادرته شواطئ البحيرة الهادئة، فكانت عوامل أعنف ثورة في حياته، كما أنها كانت الأولى والأخيرة فيه.
يضرب يسوع بجمع كفه الأيمن أقرب مائدة إليه، مع أنه لم يسبق أن ضم يده لمثل ذلك فيما مضى، فتتناثر النقود في الهواء، ويقبض يسوع بيده اليسرى على هذه المائدة فيلقيها إلى الأرض، وينتقل النبي يسوع الهائج إلى المائدة التالية فيقلبها قبل أن يتدبر الحاضرون أمر ما حدث، وقبل أن يفكر ذلك الصراف المبهوت في العدو وراء ماله، ويخبط يسوع خبط رجل محتدم قوي مباغت جميع ما حوله ذات اليمين وذات الشمال فيكبكبه، ويركض تحت الرواق بعنف، فيفر الناس ويتفرقون مذعورين.
وينتهي يسوع إلى الأنعام المعدة لتقرب قرابين فيختطف سوط راع فيضربها ويضرب التجار من غير تمييز، ويختلط الحابل بالنابل، فيعدو الباعة والغرباء والملحدون والمؤمنون والعجول والخراف إلى الدرج بغير انتظام فرارا من السوط كما لو زلزلت الأرض زلزالها، على حين ينال بعض الحمام حريته فيطير، ويدوي خلف الفارين صوت يسوع الراعد: «مكتوب أن بيتي بيت الصلاة، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص!»
ويدهش سدنة الهيكل فلا يبدون حراكا، ولم ينشب الشعب الذي ظن أول وهلة أن يسوع ممسوس هائج يضرب كل ما حوله، أن زال وهمه، فأخذ يرى من خلال انتظاره ومذهبه ظهور إله هنا، أو أن هذا هو متياس الثاني، أو الحمي يهوذا الجليلي في شخص ابن بلده، أفلم ينطق بكلام إرميا؟ ولم يبالي الشعب بخسارة تجار كثيري الربح؟ يرى حرس الهيكل ما حدث فلم يتحرك، ويشاهد ضابط الهيكل ذلك أيضا فيشعر بأن ذلك الرجل ينطوي على قدرة علوية، فلم يأمر بالقبض عليه، ولا يتدخل أحد في الأمر.
ويبقى يسوع وحده في الرواق الواسع، وتبدو خلفه الأعمدة التي يمر من بينها إلى قدس الأقداس، ويجلس على درجة، وتهدأ الزوبعة التي أثارها هذا الرجل السلمي، ورجل كهذا عاش منزويا عن العالم، فلا حول له هنا؛ لا يستطيع أن يقدر مدى ما ناله من النصر بأورشليم منذ الساعة الأولى، فيوسع نطاق فتحه، فتراه يمكث جالسا تعبا صامتا.
অজানা পৃষ্ঠা