ইবনে ইনসান: একজন নবির জীবন
ابن الإنسان: حياة نبي
জনগুলি
ويقوم بذلك حاجز كبير بين المعلم وتلاميذه، وبين الواعظ الجائل ومستمعيه، وبين يسوع والعالم، ويغدو كلامه مع الرب أمرا خفيا، ويشق عجب شغف فؤاده الرقيق الذي بدا منذ صباه فريدا في تواضعه وخشوعه، كما لو نسج ليمنع بروز نزواته للأعين، ويتمازج فيه ضبطه لنفسه واتزانه وسموه وعظمته، وصفاؤه الضروري لمن يعتقد أنه ذو رسالة عامة، وعزمه على استقبال موت فيه سر مجده، فتكمل بذلك رجولته، وتزيد أناته، ويضحي من العبوس ما لا ينم عليه مزاجه ومذهبه وطيبته ونظراته وشفتاه وكلامه.
وإن يسوع وصحبه لفي طريقهم إلى بلدهم في يوم عاصف؛ إذ يشير يسوع إلى ثلاثة من أفضل تلاميذه - وهم: بطرس ويعقوب ويوحنا - بأن يتبعوه، فيصعد هؤلاء في جبل تاركين الآخرين خلفهم؛ ففي ذلك الجبل، حيث كان يقطن فيه بعض الأنبياء العظام، يستطيع يسوع أن ينفذ في نفوس أولئك الثلاثة، فيلقي السمع إلى نصائحهم، ويغشى المكان سحاب كثيف، فيستولي عليه ظلام فلا يكاد الإنسان يرى أقرب شجرة فيه، ويغير السحاب وجه الإنسان فيبدو أعظم مما عليه عادة، ويخامر التلاميذ الثلاثة شك فيما يحدث، فيدنو بعضهم من بعض، ويغيب المعلم عن أبصارهم فيتمثل لهم طيفا أبيض لامعا، فيكلون فيستلقون فينامون.
ويملأ النبيان موسى وإيليا ذهن بطرس، فيرى في المنام أنهما يكلمان يسوع، ويلتمس بطرس طريقا لخلاص يسوع من الأخطار عند ظهور المسيح له في شخص يسوع، فيقول صارخا وهو نائم: «يا رب، جيد أن نكون ها هنا، فإن شئت نصنع هنا ثلاث مظال؛ لك واحدة، ولموسى واحدة، ولإيليا واحدة.» ولكنه لم يلبث أن يصحو فيتسرب بالتدريج إلى ذهنه المرتاب ما بلغه يسوع، فيسمع من بعيد صوتا مرددا لما سمعه يسوع بعد العماد في الأردن: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت؛ فاسمعوا له.»
وينتصب بطرس بين اليقظة والمنام فجأة ويسجد فيقتدي به الآخران، ما جاز أن يظهر الرب بين السحاب فوق الجبال، بيد أنهم لم يروا أمامهم غير يسوع عندما رفعوا رءوسهم، ولم يسمعوا غير يسوع يقول لهم بصوته العذب: «قوموا ولا تخافوا!» ثم يوصيهم يسوع بصوته العادي المملوء خشوعا بألا يفشوا للشعب سر ما رأوا.
ولسرعان ما عادوا إلى البحيرة، ولسرعان ما أصبح عرضة لاستطلاع الفلاحين، وأنظار خصومه، وأبصار الحجيج في طريقهم إلى أورشليم، فيشتد عزمه على السير بما تقتضيه رسالته المسيحية، فيكون كل قول يصدر عنه أمرا، ويكون كل أمر يصدر عنه وعيدا.
قال يسوع لتلاميذه: «من سمع منكم فقد سمع مني، ومن احتقركم فقد احتقرني، ومن احتقرني فقد احتقر الذي أرسلني ... كل من اعترف بي أمام الناس يعترف به ابن الإنسان أمام ملائكة الله، ومن أنكرني أمام الناس ينكر أمام ملائكة الله.» ولما عجز تلاميذه عن شفاء صبي مجنون قال مؤنبا: «أيها الجيل غير المؤمن، إلى متى أكون معكم؟ إلى متى أحتملكم؟»
وجاء عشارو هيرودس يطلبون من بطرس «سمعان» ضرائب عنه وعن الآخرين، فيسأل يسوع عما يصنع، فيقع بينهما ما يأتي:
يسوع : «ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية، أمن بنيهم أم من الأجانب؟»
بطرس : «من الأجانب.»
يسوع : «فإذن البنون أحرار.»
অজানা পৃষ্ঠা