73

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

প্রকাশক

دار الفكر العربي

প্রকাশনার স্থান

القاهرة

مع ذلك الحمية في العلم والتأليف والتصنيف، إن ابن حزم يسند كثرة تأليفه إلى الحدة التي أثارها فيه خصومه فهو يقول رضي الله عنه:

(ولقد انتفعت بجماع أهل الجهل منفعة عظيمة وهي أنه قد توقد طبعي واحتدم خاطري وحمي فكري وتهيج نشاطي فكان ذلك سبباً إلى تواليف عظيمة النفع، ولولا استثارتهم ساكني، واقتداحهم كامتي ما انبعثت لتلك التواليف))(١).

تلك هي الثمرة التي أنتجتها الحدة وذلك هو النور الذي انبعث من محك هذه الشدة فما كانت حدته شراً لا خير فيه، بل كان فيها خير كثير ونفع عظيم.

٨٦ - وهناك وصف آخر في ابن حزم ربما كان من أسباب حدته وهو بلا ريب سبب من أسباب ذوقه الفني في النثر والشعر، فالله تعالى قد أعطاه فوق ذلك صدق حس، وبعد غور في إدراك حقائق النفوس، وأعطاه مع ذلك قوة إحساس، فقد كان قوي الإحساس، مستوفر العاطفة، والعاطفة القوية إذا كان معها عقل مدرك، وخلاق كامل أنتجت صدق نظر، ومدارك تشبه الإلهام، ومشاركة وجدانية بينه وبين الناس تجعله يدرك كنه نفوسهم، ويكون بذلك صادق الفراسة يدرك أغوار النفوس بلقانة سريعة، وإحساس قوي عميق.

وإن كتابه طوق الحمامة فيه تسجيل لأحاسيسه القوية، كما أن فيه دراسة عميقة للنواميس النفسية؛ وإنه بقوة إحساسه استطاع أن يسجل صنوف المحبين، وألوان الحب، وإنه ليقرر في بيان حقيقة الحب قول ذي الإحساس القوي مع الفكر المستقرئ المتتبع، فيقول: ((الذي أذهب إليه أنه اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة في أصل عنصرها الرفيع ... وقد علمنا أن سر التمازج والتباين في المخلوقات إنما هو الاتصال والانفصال، والشكل دائماً، إنما يستدعي شكله، والميل إلى مثله ساكن، والمجانسة عمل محسوس

(١) الرسالة المذكورة ص ٣٠

73