49

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

প্রকাশক

دار الفكر العربي

প্রকাশনার স্থান

القاهرة

ذلك إلى مزارعه في لبلة. واستمر بها يؤلف ويذاكر التلاميذ إلى أن مات، ويندد بالإحراق وفاعليه في شعر لاذع.

٥٧ - ولا شك أن السبب الظاهر لهذا الإحراق هو تأليب الفقهاء عليه، وتحريضهم الأمراء، وشكواهم من أنه يهاجم مالكاً والأئمة الأربعة ويخرج على الناس بفقه لا يتصل بفقه الأربعة بنسب أو سبب.

إن أولئك الأمراء الذين يكون لهم مطامع إقليمية يجتهدون دائماً في اتخاذ العلماء لهم في غاياتهم يرضونهم ما أمكنهم الفرصة من الإرضاء، وما كان مثل المعتضد ليعمل على حماية ابن حزم وإرضائه وهو الواحد المفرد وما معه من أنصار لا يتجاوزون بعض المعنيين بالعلوم عناية خاصة الذين يجتهدون في الشريعة ويبحثون وراء الحقيقة وحدها، وأولئك دائماً عدد قليل، لا يصل إلى حد الكثرة، إنه بلا ريب سيتجه إلى إرضاء الفقهاء؛ ولكنه لم يكتف بإرضائهم. بل تجاوز حد الإرضاء إلى ما يشبه الانتقام لشخصه لا لغيره، لأنه كان يمكن الإرضاء بمجرد الإبعاد عن الأقاليم التي تحت سلطانه كما كان من قبل. أو يلزمه بالإقامة في بلد أسرته ويكتفي بذلك التضييق، أما تجاوز ذلك إلى إحراق الكتب، فهو مبالغة في الإرضاء ولا بد أن يكون الأمر فوق مجرد إرضاء الفقهاء، وإن كان الإرضاء هو السبب الظاهري على كل حال، وقد أشار إلى ذلك في آخر أبياته التي قالها في هذا المقام. فقد قال:

دعوني من إحراق رق وكاغد وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري

وإلا فعودوا للكتاب بداءة فكم دون ما تبغون لله من ستر

فإن هذا القول يشير إلى أن العنصر الظاهر هو أقوال الفقهاء، ولكن لا بد من أشياء أخرى فالأمراء مقاصد، تكون هي المؤثرة، ويتخذون من الظواهر ستاراً لما يخفون.

٥٨ - لقد كان ابن حزم أموى النزعة متعصباً لهم شديداً في تعصبه، وكان وزيراً من وزراء آرائهم ويؤيد كل من يدعو إلى نفسه منهم وقد

(٢ ٤ - ابن حزم)

49