ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
প্রকাশক
دار الفكر العربي
প্রকাশনার স্থান
القاهرة
من المعاصرين، لكن لم يتجه إلى إعلان آرائه ودرسها إلا بعد أن اعتزل السياسة وانصرف بكليته إلى العلم ونشره وتصديه للدفاع عن الإسلام مجادلاً اليهود والنصارى، ومدافعاً عن آرائه مجادلاً العلماء، يأوى إليه الشباب من الشادين في طلب العلم المعجبين به، وفي هذا العهد تكون له الأولياء والأعداء وكان له محبون ومريدون قل عددهم، ومناوئون معادون كثر عددهم.
ولأجل أن نبين متى ابتدأ ينشر آراءه ويعلنها ويلاحى عنها، ويناضل دونها يجب علينا أن نبين الأوقات التي كان يعمل فيها سياسياً أو يعاون فيها السياسيين.
عمله في السياسة
٤١ - كان أحمد بن سعيد والد علي بن حزم وزيراً من وزراء المنصور العامري الذي استبد بالسلطان من هشام المؤيد الخليفة الأموي، ولذا قال ياقوت في معجم الأدباء: كان أبو عمرو أحمد بن سعيد بن حزم أحد العلماء من وزراء المنصور محمد بن أبي عامر، ووزراء ابنه المظفر بعده والمدبرين لدولتهما، ونرى أحمد والد ابن حزم كان من أنصار الدولة العامرية عاون المنصور العامري حتى إذا توفي سنة ٣٩٢ هـ عاون من بعده ابنه المظفر حتى إذا كانت الاضطرابات التي ابتدأت سنة ٣٩٨ أخذ يعتزل الأمر، وينصرف عن السياسة، وقد اضطربت الأمور في قرطبة، فاضطر للانتقال من منازله الجديدة في شرقي قرطبة إلى منازله القديمة في غربيها، ثم مات سنة ٤٠٢ في وسط هذه الاضطرابات المستمرة بسبب النزاع في البيت الأموي، والحرب المستمرة بين المتنافسين في الملك منهم، حتى لقد دفعتهم المنازعة بينهم أن يستعينوا بالنصارى الذين يتربصون بهم جميعاً الدوائر فاستعان الفريقان بهم، بل لقد مالأهم فريق ممالأة آثمة فترك لهم فتوح قشتالة حتى انتصر فيها المنصور العامري لتخذيلهم عن معاونة غيره، وهكذا خسر الفريقان وخسر معهما الإسلام، واكتسب خصومه كسباً أخذوه رخيصاً بثمن بخس، وهو أن يسكتوا وقد أخذ نصراً للمسلمين بالمهج والأرواح.
37