123

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

প্রকাশক

دار الفكر العربي

প্রকাশনার স্থান

القاهرة

وقد افترق العجاردة فرقاً كثيرة في أمور منها ما يتعلق بالقضاء والقدر ومنها البراءة من الأطفال قبل أن يبلغوا.

الإباضية:

١٥٣ - هؤلاء أتباع عبد الله بن إباض، وهم أكثر الخوارج اعتدالاً وأقربهم إلى الجماعة الإسلامية تفكيراً، فهم أبعد عن الشطط والغلو، وأقرب إلى الاعتدال، وجملة آرائهم:

  1. إن مخالفيهم من المسلمين ليسوا مشركين ولا مؤمنين، ويسمونهم كفاراً، ويروى عنهم أنهم يقولون إنهم كفار نعمة.

  2. وإن دماء مخالفيهم حرام في السر لا في العلانية، ودار مخالفيهم دار توحيد إلا معسكر السلطان.

  3. وأنه لا تحل من غنائمهم في الحرب إلا الخيل والسلاح وكل ما فيه قوة مباشرة في الحروب.

ومن هذا يتبين اعتدالهم، وقربهم من المخالفين ومن أجل ذلك بقوا إلى اليوم في بعض الواحات في الصحراء الغربية وفي بعض بلاد المغرب.

١٥٤ - ولقد دون ابن حزم أقوال الخوارج وناقشها. ولكنه ذكر في رسالته عن علماء الأندلس أنه لم يكن بالأندلس أحد من الخوارج، ولكنا ذكرناهم بتلك الإشارة ليكون القارئ لكتاب ((الفصل)) لابن حزم على بينة، ولكي تكون مناقشتنا لآرائه فيها مقترنة بالعلم بموضوع المناقشة، لأن ابن حزم سلك في تفسيره للقرآن والسنة مسلكاً ظاهرياً صرفاً، وإن ذلك التفكير الظاهري ابتدأ به الخوارج عندما صاحوا في علي رضي الله عنه: لا حكم إلا الله. وإنهم بهذا التفكير قد وضعوا الأساس لبناء التفكير الظاهري.

ولسنا بهذا نزعم أن ابن حزم كان منحرفاً كانحراف الكثيرين منهم، أو غالى في الوقوف عند ظواهر العبارات مغالاتهم، أو كفر خصومه تكفيرهم.

123