11

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

প্রকাশক

دار الفكر العربي

প্রকাশনার স্থান

القاهرة

حياة ابن حزم وآثاره، أحدهما كتابته في العشق والعشاق، والإلف والألاف كتابة من ذاق طعم الحب، وعرف ما تعتلج به نفس المحب، وما يحتاج في ثنايا صدره من لواعج العشق، والثاني كتابته في الفقه والحديث وعلم الكلام كتابة من يصك خصمه في الجدل صك الجدل، وينشقه في حججه إنشاق الخردل، فإن المظهر الأول مظهر نفس عطوف ألوف، والثاني مظهر لسان عنيف حتى لقد وصفه ابن القيم بأن كلامه في العشق تنماع فيه نفسه انمياعاً (١)، بينما هو في الثاني خشن جاسي اللفظ، لا يسمع منه السامع إلا قعقعة تشبه قعقعة السلاح.

ولكن إذا درسنا أدوار حياته دراسة مستقصية متتبعة نعرف أن النبع واحد، فالأولى كتابة شاب ثري يرفل في حال النعيم، ويعيش بين الجواري الحسان في بيته والقيان اللائي يملكهن بملك اليمين. فيسجل في كتابه ((طوق الحمامة)) حياة شبابه وملاحظاته في العشرين إلى الخامسة والثلاثين أو بعد ذلك. حتى إذا خلع رداء الشباب. وكان من المصادفات أن يخلع أيضاً العيش الهادئ فقد استقبل حياة مريرة شديدة وإذا كان المال في هذه الحال موفوراً لم تكن الهناءة موفورة فانصرف إلى حياة علمية، ودراسة في الحديث والفقه والفرق والكلام، وفوق ذلك كان في جهاد وجلاد.

وإذا كانت عاطفته الحادة القديمة قد سارت في الشباب على ذلك النحو، وإن كان عفيفاً كما سنبين فطبعه الحاد القوي أيضاً هو الذي جعل منه ذلك المجادل العنيف، فالأصل واحد في الأمرين وإن تغير الشكل. وإن أخبار المفكرين والعلماء والشعراء فيها الشيء الكثير من ذلك، فالطبع الواحد قد يحدث عنه أمران في ظاهرهما متضادان؛ ولكنهما متحدان في الأصل والمنبع.

٨ - وإن ذلك بلا ريب يتقاضانا أن ندرس حياته في كل أدوارها.. لتنوع المظاهر والأشكال التي ظهرت في كل دور، وكان لكل مظهر زمانه، ولكل ثمرة إبانها. ففي إبان الشباب أنتج ذلك التحليل النفسي العميق، وفي الكهولة والشيخوخة أنتج ذلك التراث العلمي المجيد .

(١) راجع في هذا روضة المحبين لابن القيم.

11